إثيوبيا تعلن بدء عملية الملء الثاني لسد النهضة بدءها في عملية الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق قانوني ملزم مع دولتي مصب النيل مصر والسودان رغم الضغوط الدبلوماسية الكبيرة التي مارستها الدولتان لمنع إثيوبيا من القيام بالخطوة.
كان مفترضًا أن يُناقش مجلس الأمن قضية الملء الثاني لسد النهضة في جلسة خاصة دعت لها مصر. لكن إثيوبيا سبقت الاجتماع بالإعلان المنفرد عن الملء الثاني، تمامًا كما فعلت في الملء الأول، وهو القرار الذي وصفته مصر بـ”التطور الخطير”، الذي سيخلق أوضاعًا تُهدّد الأمن الإقليمي والدولي.
ما أضرار الخطوة؟ وكيف ستتعامل مصر مع هذا “التصعيد الخطير”؟
س/ج في دقائق
ماذا نعرف عن الملء الثاني لسد النهضة الذي أعلنته إثيوبيا؟
قالت وزارة الري المصرية إنها تلقت إخطارًا من إثيوبيا حول بدء الملء الثاني لسد النهضة.
وفق الخطة الإثيوبية، يفترض أن يستمر الملء في موسم هطول الأمطار الموسمية (يوليو إلى أكتوبر) لاحتجاز 13.5 مليار متر مكعب.
لكن خبراء يقولون إن الملء سيستمر أسبوعين فقط حتى 20 يوليو ليبدأ الفيضان من أعلى الممر الأوسط بارتفاعه الجديد (منسوب 573 مترًا) بسعة تخزينية 3 – 4 مليارات متر مكعب.
كيف ردت مصر والسودان على الخطوة؟
وزارة الري المصرية اعتبرت بدء الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مسبق “انتهاكًا للقوانين الدولية” وأعربت عن “رفضها القاطع للإجراء الأحادي”.
وأصدرت مصر والسودان “بيانًا مشتركًا” وصف الخطوة بـ “تصعيد خطير”.
واتفق وزيرا الخارجية على إجراء اتصالات مكثفة مع أعضاء مجلس الأمن لحثهم على دعم موقف مصر والسودان بضرورة التوصل لاتفاق ملزم قانونًا يراعي مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق دولتي المصب”.
بعد الملء الثاني لسد النهضة.. ما أهمية مجلس الأمن؟
بعد 10 سنوات من التفاوض مع إثيوبيا دون تقدم، وبعد إعلان إثيوبيا نيتها الاستمرار في الملء الثاني لسد النهضة “باتفاق أو بدون”، قررت مصر والسودان “بدعم المجموعة العربية” عرض المسألة على مجلس الأمن “بطلب من تونس” محذرة من “احتكاك دولي محتمل” بسبب تعنت إثيوبيا.
حالة “الاحتكاك الدولي” وردت في الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة قال إن مجلس الأمن لا يستطيع فعل الكثير سوى التقريب بين الجانبين.
لكن الدبلوماسي السوداني عمر الفاروق قال إن بلاده ومصر تريدان “إحياء العملية، وليس خلق مسار تفاوضي ثانٍ”.
إثيوبيا ترفض إشراك وسطاء من خارج الاتحاد الأفريقي. لكن مبعوث الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة ماجد عبد الفتاح قال إن السودان ومصر يعملان على مشروع قرار لمجلس الأمن بغضط من المجموعة العربية، متوقعًا ألا تمنعه القوى الخمس الكبرى.
إلى أي مدى قد تتضرر مصر والسودان من الملء الثاني لسد النهضة؟
في مايو 2021، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الملء الثاني لسد النهضة لن يؤثر على مصالح مصر التي تملك “رصيد أمان” في خزان السد العالي.
وقال وزير الري محمد عبدالعاطي إن مصر تقيم منذ 5 سنوات بنية تحتية لامتصاص الآثار السلبية المتوقعة.
عبد العاطي اعتبر أن الآثار السلبية للملء الثاني لسد النهضة ستتوقف على حجم الأمطار هذا الموسم؛ لن تتأثر القاهرة إلا إذا صاحب الملء فترة جفاف.
لكن مصر توقعت في أبريل أن الفيضان سيكون غنيًا بما يسمح بملء السد دون أضرار كُبرى. وهو ما يتفق مع توقعات كيفن ويلر، محاضر التغيير البيئي بجامعة أكسفورد، بأن مصر لن تُعاني من أي أخطار؛ فالعام الماضي كان مطيرًا للغاية، وهذا العام سيكون متوسط حجم الأمطار أعلى من المتوسط في جميع الأحوال.
لكن السودان يتخوف من سيناريو الملء الأول الذي أصابه بالجفاف بسبب حجز المياه، ثم تسبب في فيضان أغرق مساحات كبيرة بعد إطلاقها مجددًا.
آخر أيام الدبلوماسية.. لماذا رغم احتمال عدم الضرر؟
يعتبر محللون لجوء مصر والسودان إلى مجلس الأمن “آخر أيام الدبلوماسية”.
لكن، عادةً ما تحجم المؤسسات الدولية عن التدخل في نزاعات المياه؛ حدث بين الهند وباكستان في أزمة نهر إندوس، وسوريا والعراق وتركيا حول مياه نهر الفرات. وهذا مرشح للتكرار مع مجلس الأمن في ملف سد النهضة، خصوصًا بعدما فشلت الوساطة الأمريكية والاتحاد الأفريقي في وقف الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق.
مع ذلك، قد تحمل تقارير عدم اكتمال الملء بالنسبة المقررة سابقًا فرصة إضافية لاستمرار التفاوض.
وزارة الري المصرية رفضت التعليق على نسبة الملء الثاني لسد النهضة. قالت إن الأمر لا يتعلق بحجم الضرر الواقع، وإنما بتصرف إثيوبيا بشكل منفرد.
في المرحلة المقبلة، قد يمنح عدم الملء الكامل الدبلوماسية فرصة أخرى “تحت ضغط دولي أكبر”.
بخلاف الدبلوماسية، أعلنت مصر مرارًا أن “كل الخيارات مفتوحة” دون تسمية الخيارات الأخرى. لكنه وقعت هذا العام اتفاقيات تعاون عسكري مع السودان لـ “التصدي للتهديدات المرتقبة”.
كما حملت كلمة متحدث في احتفال الجيش المصري بافتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية” إشارة إلى حماية حقوق مصر المائية.
موضوعات متعلقة
