بعدما رفض استقبال مكالمته خلال ربيع 2022، بدا ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أكثر انفتاحًا على قبول الاجتماع بالرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الصيف، في لقاء قد يجري في أي لحظة، ليؤشر لتغيير ضخم في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، التي فترت منذ وصول الديمقراط للبيت الأبيض مطلع 2021.
تقارير صحفية غربية تتوقع أن يفتح الاجتماع الباب أمام خطوات لتقارب بين السعودية وإسرائيل! ما العلاقة؟
ولماذا ظهرت تيران وصنافير في المعادلة؟
س/ج في دقائق
ماذا نعرف عن الاجتماع المرتقب؟
بحسب سي إن إن، قد يجتمع جو بايدن مع ولي العهد محمد بن سلمان، في يونيو، في اللقاء الأول من نوعه.
من المرجح أن يجري الاجتماع على هامش قمة التعاون الخليجي في الرياض، عندما يقوم بايدن بزيارته الرئاسية الأولى للشرق الأوسط.
1- مؤخرًا، سافر مسؤولون أمريكيون كبار، بينهم مدير المخابرات بيل بيرنز، ومنسق الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى السعودية لمحاولة بناء جسور.
كما وصل وفد استثنائي رفيع المستوى، بقيادة كامالا هاريس، إلى الإمارات، أقرب حلفاء السعودية، لتقديم التعازي في وفاة الرئيس خليفة بن زايد، ضم الوفد أيضا بيرنز ووزير الخارجية أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد جيه أوستن.
2- بحسب واشنطن بوست، زار نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان، واشنطن، في 17 مايو، في زيارة رسمية، تضمنت اجتماعات مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين كبار، في زيارة من المتوقع أنها تضمنت مناقشة أولية حول ترتيبات الاجتماع.
سيكون الاجتماع تراجعًا كبيرًا لبايدن، الذي تعهد بـ “نبذ” السعودية مرشحًا، ثم تبنى كرئيس “حديث الندية” الذي اعتبر أن نظيره هو الملك سلمان وليس ولي العهد.
بدوره ، قال محمد بن سلمان، هذا الربيع، إنه لا يهتم بما يعتقده بايدن عنه. كما تواترت تقارير عن رفضه تلقي اتصالات بايدن خلال الفترة نفسها.
وتدهورت العلاقات بعدما شعرت السعودية والإمارات بخيبة أمل بسبب الرد الأمريكي البطيء على سلسلة الهجمات الإرهابية الحوثية في الخليج العربي.
في أي سياق “مباشر” يمكن قراءة الاجتماع؟
هناك دلائل على أن الولايات المتحدة والسعودية تتخطيان خلافاتهما.
وعيّن بايدن مؤخرًا سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة في السعودية بعد غياب طويل، قبل اجتماعات خالد بن سلمان مع ماكغورك وسوليفان.
كما جرت اتصالات على مستويات عدة على أمل إقناع الرياض بتعزيز إنتاج النفط، بعدما حظرت واشنطن واردات النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا.
هل هناك تأكيدات رسمية على انعقاد الاجتماع؟
لم ينف البيت الأبيض التقارير عن الاجتماع مع محمد بن سلمان. متحدثة باسم مجلس الأمن القومي اكتفت بالقول إنه ليس لديهم خطط سفر ليعلنوها “في الوقت الحالي”.
ولم يستجب مركز الاتصالات الدولية في السعودية والسفارة السعودية في واشنطن لطلبات التعليق.
الانتخابات قادمة في أمريكا، وأسعار الطاقة في أعلى مستوياتها على الإطلاق، بعدما تجاوز متوسط سعر الجالون 6 دولارات.
وأمر بايدن بإصدار قياسي للنفط من الاحتياطيات الأمريكية لمحاولة مكافحة ارتفاع أسعار البنزين. لكن الخطوة لم تترك تأثيرًا يذكر؛ إذ زاد متوسط سعر البنزين 40 سنتًا في شهر.
وتعتبر السعودية الأمل الأهم في سد الفجوة. بوب مكنالي، رئيس مجموعة رابيدان الاستشارية للطاقة، قال إن الزيارة ستزيد من احتمال أن تضخ أوبك + المزيد من النفط.
بحسب تايمز أوف إسرائيل، تزامنت زيارة الأمير خالد بن سلمان مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن؛ حيث عقدا اجتماعاتهما مع نفس الأطراف.
كذلك، وفق الصحيفة، أقام غانتس في نفس الفندق الذي نزل به موظفو وزير الدفاع السعودي، مما أثار تكهنات حول “اتصالات سرية”.
وورد أن مسؤولين أمريكيين أثاروا فكرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال اجتماع مع بن سلمان العام الماضي في نيوم. لكنه قدم قائمة مطالب شملت تحسين العلاقات الثنائية مع واشنطن أولًا، وكذلك خطوات “مهمة” من إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وما علاقة الأمرين بجزيرتي تيران وصنافير؟
وفق أكسيوس، أجرى ممثلو بايدن محادثات سرية مع السعودية ومصر وإسرائيل، بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، ركزت على جزيرتي تيران وصنافير، اللتين وصفتهما بـ “حجر عثرة رئيسي” أمام أي اتفاق؛ إذ تتحكمان في الدخول إلى خليج العقبة، الذي تعتبره إسرائيل قناة استراتيجية حيوية.
وفي 1949، دخل الجيش المصري تيران وصنافير، بطلب السعودية، التي لم تكن تملك سلاحًا بحريًا حينها، وكانت قلقة بشأن نوايا إسرائيل.
وقدمت السعودية، التي أسست بحرية في 1960، طلبًا رسميًا لاستعادة الجزر في 1988. لكن إسرائيل ظلت متشككة بشأن احتمال قيام دولة لا ترتبط معها بأي اتفاق رسمي بقطع طريقها البحري الحيوي، حتى أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدء عملية تسليم الجزيرتين للسعودية في 2016، في قرار أقرته المحكمة الدستورية العليا في 2018.
أين مشكلة إسرائيل في تسليم تيران وصنافير للسعودية؟
تقول إسرائيل إنها ستقبل التسليم مبدئيًا؛ شرط وجود قوة متعددة الجنسيات تحمي طرق الشحن.
لكن القوة نقطة شائكة رئيسية؛ إذ توافق السعودية فقط على إبقاء الجزيرتين منزوعتي السلاح، والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة، دون نشر مراقبين، بحسب أكسيوس.
قال مسؤولون إسرائيليون إنه يمكن النظر في ذلك، فقط إذا كانت هناك ترتيبات أمنية بديلة من شأنها أن تضمن نفس الحماية.
وتسعى إسرائيل أيضًا إلى الحصول على ضمانات أخرى من السعودية، مثل السماح لطائراتها بالتحليق فوق المجال الجوي السعودي، بما سيقلل بشكل كبير الوقت اللازم للطيران من تل أبيب إلى آسيا. كما تطلب السماح برحلات جوية مباشرة، لنقل مسلميها الراغبين في الحج.
وأفاد الموقع أن بايدن يأمل في ضمان الوصول لاتفاق قبل رحلته إلى الشرق الأوسط في نهاية يونيو.