تحكي أسطورة يونانية قديمة عن راعي غنم اسمه “جيجس” وجد خاتمًا سحريًا داخل كهف دخله للاحتماء من زلزال قوي جدًا ضرب البلد التي يعيش فيها، فلما خرج وارتدى الخاتم في يده اكتشف أن للخاتم قدرة سحرية تخفي من يلبسه.
لم يدرك جيجس فائدة الخاتم في البداية. لكنه أدرك لاحقًا أنه يمتلك قوة تميزه عن باقي البشر. استمتع أولًا بالاختباء عن العيون والسير وسط الناس، ثم بدأ يسرقهم.
تدريجيًا، طمع في حكم البلد كلها، فذهب للقصر وقتل الحاكم، واستخدم الإغواء مع زوجته فتزوجها، ليصبح الحاكم الجديد.
تلك القصة كان ما حكاه “جلوكون” للفيلسوف الشهير “سقراط” ليثبت له أن العدل ليس طبيعة بشرية، وأن ما يدفعهم للتعامل مع الآخرين يوميًا بشكل عادل ودون اعتداء على حقوقهم هو الخوف من العقاب. أما لو ضمنوا – كما حدث في القصة – ألا عواقب لأفعالهم الظالمة، فسيرتكبون أبشع الجرايم بدون حتى تأنيب ضمير، متحديًا سقراط أن يدافع عن قيمة العدالة في حياتنا بعد هذا النقد ده؟
أفلاطون – شقيق جلوكون و تلميذ سقراط – سجل تلك المناقشة العظيمة في واحد من أهم الكتب في تاريخ الفلسفة: محاورة الجمهورية.. موضوع حلقتنا الجديدة من:
موضوعات متعلقة
