انتخاب إبراهيم رئيسي | كيف اختار خامنئي نهاية دولة آيات الله.. إن لم ينقذها بايدن | ترجمة في دقائق

انتخاب إبراهيم رئيسي | كيف اختار خامنئي نهاية دولة آيات الله.. إن لم ينقذها بايدن | ترجمة في دقائق

26 Jun 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال المؤرخ الأمريكي الإيراني عباس ميلاني، مديرالبرنامج الدراسات الإيراينة في جامعة ستانفورد: “نهاية الجمهورية الإسلامية” المنشور في بروجيكت سنديكيت.


كانت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 يونيو 2021 الأكثر هزلية في تاريخ النظام الإسلامي – حتى أكثر من انتخابات عام 2009، التي غالبًا ما تسمى “انقلابًا انتخابيًا”.

الإنتخابات الأخيرة لم تكن إلا إعلان وفاة لما تبقى من مبادئ الجمهورية في الدستور. لكن كونها الأكثر هزلية، لا ينفي أنها مرشحة لتصبح الانتخابات الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

الفائز إبراهيم رئيسي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لدوره في قتل حوالي 4,000 معارض قبل ثلاثة عقود، وقد دعت منظمة العفو الدولية بالفعل إلى التحقيق معه على هذه الجرائم.

ولدى سؤاله عن هذا الاتهام، أجاب الرئيس المنتخب بطريقة من شأنها أن تجعل حتى جورج أورويل خجلًا، وأصر على وجوب الثناء عليه لدفاعه عن حقوق الإنسان في جرائم القتل تلك.

التمرد على المرجعية

حشد النظام كل قواته لضمان الإقبال الكبير على انتخاب إبراهيم رئيسي الذي كان حتى الانتخابات رئيس السلطة القضائية في إيران.

أصدر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي فتوى بأن التصويت واجب ديني، وأن ترك ورقة التصويت بيضاء إثم، بينما أدان حلفاؤه من رجال الدين المدافعين عن المقاطعة باعتبارهم زنادقة.

لكن حتى وفقًا للنتائج الرسمية، فإن 51٪ من الناخبين المؤهلين لم يصوتوا، ومن الذين فعلوا، أدلى أكثر من أربعة ملايين بأوراق اقتراع فارغة.

هناك بالفعل مزاعم بأن الأرقام المعلنة تعرضت للتلاعب. وأعلنت حركة قوية لمقاطعة الانتخابات بالفعل النتيجة على أنها استفتاء فعلي ضد الوضع الراهن.

الثورة ضد خامنئي | ماذا بعدما ظهرت المقاومة المسلحة في إيران؟ | ترجمة في دقائق

انتخابات المرشد

على الرغم من العناصر الجمهورية في الدستور، كانت السلطة الحقيقية دائمًا في يد المرشد الأعلى.. لا تغيير هنا: كانت إيران الخميني دومًا أقرب إلى الدولة الإسلامية التقليدية منها إلى الجمهورية الحديثة.

لكن بعد انتخاب إبراهيم رئيسي سيكون من المبالغة تسمية إيران حتى بنظام استبدادي تنافسي حيث تتنافس الفصائل المرضي عنها في الانتخابات المُدارة لتقسيم السلطة.

لم تكن هذه الانتخابات تتعلق بالرئاسة فحسب، بل كانت تتعلق أيضًا باختيار المرشد الأعلى التالي. خامنئي يبلغ من العمر 82 عامًا، ويحارب منذ فترة طويلة سرطان البروستاتا.

يعتقد البعض أن الخطة هي تعيين نجل خامنئي، مجتبى، كمرشد أعلى جديد، مما يجعل هذا المنصب وراثيًا (وتقريب إيران من أن تصبح خلافة). في هذا السيناريو، سيكون رئيسي هو الرئيس المطيع الذي يتيح صعود مجتبى. لكن يعتقد آخرون أن رئيسي نفسه هو الخليفة المعين لخامنئي.

كلاهما مر

على الرغم من هذا الغموض المهم، يبدو أن هناك شيئين واضحين:

أولاً، يحمل كلا المرشحين أنباء سيئة لإيران والمنطقة.

مجتبى شخصية غامضة كان لسنوات عديدة رئيس أركان والده الفعلي، والأهم من ذلك، له علاقات وثيقة مع قوات المخابرات التابعة للحرس الثوري الإسلامي.

وسجل رئيسي الدموي في القضاء يتحدث عن نفسه.

ثانيًا، فإن الحرس الثوري الإيراني سوف يتخذ القرارات في اختيار خليفة خامنئي.

مجتبى خامنئي | المرشد الأعلى يبدأ توريث السلطة إلى “حارس بوابة أبيه” | س/ ج في دقائق

استمرار الوحشية

من الواضح أيضًا أن النظام، المنهك بسبب التحديات الهيكلية – بما في ذلك الجفاف، وفيروس كورونا، والنظام المالي المنهار، ومواجهة حركة نسائية حازمة تطالب بوضع حد للفصل العنصري بين الجنسين، واستياء متزايد بين الشباب – كان يستعرض عضلاته في الداخل والخارج.

كان رده على هذه التحديات استمرار الوحشية ضد مواطنيها، واختطاف مزدوجي الجنسية لاستخدامهم كورقة مساومة، وزيادة سريعة في تخصيب اليورانيوم، والمزيد من الهجمات على القوات الأمريكية في العراق من قبل وكلاء النظام.

رئيسي وأمريكا

يشغل رئيسي منصبه في وقت إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة لإعادة إحياء نسخة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

ستنهي خطة العمل الشاملة المشتركة التي أعيد إحياؤها بعض العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها عندما انسحب من الصفقة في عام 2018.

وبينما أضرت سياسة إدارة ترامب المتمثلة في “الضغط الأقصى” بالإيرانيين العاديين، فقد أضعفت أيضًا النظام.

أحد هؤلاء سيخلف خامنئي.. لكن من سيحمل وصية الخميني؟ | عبد الله عيسى الشريف

ثنائية زائفة

إذا لم تكن حقوق الإنسان جزءًا مهمًا من أي صفقة جديدة مع إيران، فإن المكاسب من إنهاء العقوبات ستقوي عناصر النظام الأكثر حدة.

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن التفاوض مع نظام فظيع هو سياسة حكيمة، لكن تطبيع مثل هذه الأنظمة يضر بمصالح أمريكا على المدى الطويل.

غالبًا ما يتحول الجدل حول إيران في الولايات المتحدة إلى ثنائية زائفة بين دعاة “تغيير النظام” و “المرضي عنهم”. أثناء التفاوض، يجب على إدارة بايدن تجنب الجانبين.

لكن في حين أن إيران انتقدت الولايات المتحدة بحق لتخليها أحاديًا عن اتفاقية ملزمة، يجب على الولايات المتحدة أن تطالب خامنئي بتحمل المسؤولية المباشرة عن التفاوض مع الولايات المتحدة.

وفقًا لكل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، شارك خامنئي في كل خطوة من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، من خلف الستار، حتى أنه سمح لأتباعه بمهاجمة الصفقة قبل فترة طويلة من انسحاب ترامب منها.

لا تستطيع الولايات المتحدة ولا ينبغي لها أن تتحمل مسؤولية تغيير النظام الإيراني. الشعب الإيراني وحده هو من يمكنه اتخاذ هذا القرار ويجب عليه ذلك.

لكن أي مفاوضات أمريكية مع الجمهورية الإسلامية يجب أن تدرك أن مصالح أمريكا طويلة المدى، ومصالح الشعب الإيراني، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال ديمقراطية حديثة، وليس خلافة إسلامية.

لا يمكن حل التحديات الهيكلية الخطيرة للبلاد إلا من خلال توافق وطني يشمل جميع طبقات المجتمع الإيراني، ولا سيما النساء، فضلاً عن الشتات الإيراني.

يشير انتخاب رئيسي إلى أن خامنئي وحلفاءه يتحركون في الاتجاه المعاكس تمامًا، وهو ما يضمن حدوث اضطرابات داخلية في الأشهر والسنوات المقبلة. يجب أن تضع استراتيجية أمريكية حكيمة وفعالة تجاه إيران هذا الواقع في قلب حساباتها.

الهلال الشيعي | البرنامج النووي مجرد وزير ..الجائزة الكبرى لنظام إيران في مكان آخر | ترجمة في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك