أزمة لبنان قديمة قدم عمر لبنان الحديث. بدأ زرع أزماته مع دخول العثمانيين إليه، ثم مزقه العروبيون، واستمر وضعه في الضعف، حتى جاء عملاء إيران “حزب الله” فقضوا عليه كليًا، وخصوصًا بعد رعاية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.

أزمة لبنان تفاقمت مع تمكن حزب الله من السياسة اللبنانية، وإحكام سيطرته على دولة لبنان في “العهد الجديد”،

حيث أصبح الحزب مالكًا لقرار الحرب والسلم، ولا يفكر إلا في دعم مصالحه دومًا، دون الاعتداد بمصالح لبنان. الاقتصاد – كما نعلم – محصلة السياسة.

مع الوقت دخل لبنان بسبب حزب الله في قلب دوامة تجاذبات سياسية إقليمية ودولية، وخصوصًا مع أزمات الطاقة وحادث مرفأ بيروت.

رغم أن لبنان حافظ على استقراره من خلال الاعتماد على دول الخليج، وخصوصًا السعودية، وكان اقتصاده مرتبطًا بها لسنوات، إلا أن حزب الله عمل على تدمير هذه العلاقة حتى فكت السعودية ارتباطها كليًا بالاقتصاد اللبناني.

حاول لبنان إيجاد بديل للدعم السعودي لدى قطر، لكنه لم يستطع انقاذه من الانهيار الكلي.

ثم حاول لبنان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال التوجه لصندوق النقد الدولي، أو حتى تقنين الحشيش، لكنها محاولات باءت بالفشل.

في الموضوعات التالية نقدم لك نظرة عميقة لأزمة لبنان الاقتصادية، وأسبابها، ومظاهرها.. والأخطر، أن الشرق الأوسط كله سيدفع الثمن:

لكل أزمة حلول، ولأن أزمة لبنان سياسية اقتصادية، فإن الحلول لابد أن تكون سياسية اقتصادية أيضًا.

بالنسبة للحل الاقتصادي فيكمن في الاستفادة بثروات لبنان المعطلة في البحر،

وبالنسبة للحل السياسي فيكون بالتزامه بتعهده بـ “النأي بالنفس” عن التجاذبات الإقليمية د، ونزع سلاح حزب الله الذي أصبح موجهًا للداخل اللبناني.