لنبدأ بسؤال بسيط: ماذا لو استيقطت يومًا لتجد دولتك مهددة من أشخاص فتحت أبوابها لهم بترحاب كلاجئين مضطهدين بلا حول ولا قوة، فضربوها يومًا بعد الأخر بهجمات إرهابية تستهدف مدنيين في الشارع المجاور، والذي أنقذك حظك لا غير من أن تكون أحد الضحايا؟
ستجادل – محقًا – ولن نخالفك الرأي مبدئيًا: هؤلاء أفراد. والإنسان ضعيف. نحن لا نعرف خلفيات الموضوع بالكامل. من يدرينا أنهم ليسوا مظلومين؟ ثم لماذا التعميم؟ قد تكون مجرد حالات فردية.
لكنها لم تعد حالات فردية. باتت عمليات ممنهجة تنظر إلى الغرب باعتباره دار كفر يضطرون للتعايش معها إلى حين.. مجرد اضطرار مؤقت سيستغلونه في تمويل عمليات إرهابية داخل الغرب وخارجه بأموال الغربيين أنفسهم، حتى ترتفع عليها راية الإسلام عبر “الذئاب المنفردة” التي تتبع استراتيجية واضحة “ومعلنة” لإدارة التوحش سعيًا لإثارة الفوضى ثم إسقاط الحكومات واحتلال مكانها..
الدليل الآخر على أن الموضوع ليس فرديا أن الوجوه تتعدد، لكن الرسالة واحدة.
تصدر أحيانًا عن بن لادن، وتصدر أحيانًا من إردوغان، المرتدي بذلة ورابطة عنق. تصدر من كهف في أفغانستان، أو من ستوديو في الدوحة أو لندن . لكنها تسير في نفس الاتجاه.
ما علينا يا سيدي. سنسير معك للنهاية. ما ذنب المساجد؟ وجدوا إرهابيين؟ لهم حق التصرف معهم. لكن ما علاقة بيوت الله. لماذا يضيقون عليها في كل مناسبة فيفرضون حظرًا على مسجد هنا ومركز إسلامي هناك؟
والإجابة هنا في الشرق الأوسط: تدرك بالتأكيد حجم سيطرة الإسلاميين على المساجد. هذا بالضبط ما يحدث في الغرب.
خطابات الإسلاميين المتطرفة “التي تنتج لاحقًا عمليات إرهابية” تروج من خلال المساجد والمراكز الإسلامية.
والأهم “لو فكرت كمواطن أوروبي” أن كل ذلك يحدث بتمويل عبر الأبواب الخلفية من دول أجنبية، بينها تركيا وقطر، لترويج نسخة الإسلام “التي تناسب مقاسهما هم بالتحديد”.. إسلام الإخوان.. هذا ما ستجده عبر الروابط التالية:
ثم خرج إسلام العثمانيين الجدد من “مجتمعات المسلمين الضيقة” إلى الفضاء العام.
اخترق السياسة والاقتصاد والأكاديميا ونظريات علوم الاجتماع، من باب ضيق فتحه تحالف الإسلام السياسي مع اليسار، فحاصر المواطن في كل زاوية، حتى في صناديق الانتخاب، كما توضح الروابط التالية:
أحدهم سيقول بينه وبين نفسه الآن: “وماله مش عيب.. المسلم مطالب أن يؤمن بنشر الإسلام في كل مكان في العالم. وهم في ذلك يحققون الهدف الأسمى.. مالك كدا بتدافع عن الأوروبيين كأنك مولود في باريس؟”
لكن الموضوع عكسي. حقيقة الأمر أن الغرض السياسي مقدم على الغرض الديني، وأن الدين ليس إلا درعًا يحميهم، وميكروفونًا يزيد دائرة من يتحدثون باسمهم.
الغرض السياسي لديهم ثابت، والدين متغير.
العثمانيون الجدد ليسوا في الساحة وحدهم.. إيران هي الأخرى استخدمت أوروبا كساحة لتصفية حساباتها مع خصومها، فأظهرت أمام العالم إرهابًا إسلاميًا، لكن هذه المرة من الجانب الشيعي، لترسل رسالة للغرب، أن جميع المسلمين إرهابيون سواء كانوا شيعة أم سنة.
مؤخرًا، كانت قضية قنبلة بيتزاهت دليلًا على إرهاب الدولة الإيرانية في أوروبا:
الآن: إن كنت تعتقد أن أوروبا تكره الإسلام لأنها تكره “شريعة الله”.. سيكون مفيدًا أن تطالع الرابطين التاليين: