فورين بوليسي: أردوغان وصل لمرحلة سنوات حكم مبارك الأخيرة | ترجمة في دقائق

فورين بوليسي: أردوغان وصل لمرحلة سنوات حكم مبارك الأخيرة | ترجمة في دقائق

15 Aug 2021
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال ستيفن كوك في فورين بوليسي: التشققات تتزايد في نظام أردوغان


يعرف أي شخص قضى وقتًا في واشنطن أن الإحاطات الإعلامية لصناع السياسات تميل للبدء والانتهاء بسؤال: هل الدولة “س” مستقرة؟

إجابة الخبراء والمراقبين على سؤال صناع السياسات هذا نادرًا ما تكون مباشرة، فالرد بـ “نعم” أو “لا” سيكون ببساطة دعوة لاعتماد سياسات تستند إلى افتراضات خاطئة.

هذا بالضبط ما حدث في أواخر عام 2010، عندما أبلغ خبراء الشرق الأوسط ومراقبون آخرون المسؤولين الأمريكيين أن حكم الرئيس المصري حسني مبارك مستقر. وأن خليفته سيكون ابنه جمال مبارك أو عمر سليمان.

لكن.. بعد أشهر، ثبت أن أيًا من تلك الافتراضات لم يكن صحيحًا.

وضع تركيا

بدلاً من النظر إلى البلدان بميزان الاستقرار مقابل عدم الاستقرار. تثبت الحالة المصرية في سنوات مبارك الأخيرة، أن الأكثر جدوى تحليليًا هو تقييم “عدم الاستقرار النسبي”.

بناءً على هذا المقياس، فالدولة الأكثر وضوحًا في الشرق الأوسط هي تركيا.

من عدة أبعاد، أصبحت تركيا اليوم أكثر اضطرابًا من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة.

هذا لا يعني أن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه خطر انتفاضة وشيكة أو انقلاب عسكري. لكنه يعني بوضوح أن قدرة أردوغان على فرض السيطرة والحفاظ عليها في جميع أنحاء تركيا معرضة للخطر، وأن احتمالات اندلاع احتجاجات واسعة النطاق، وزيادة العنف، والصراع السياسي على قيادة الدولة قائمة بالفعل.

سقوط الخليفة | هل دق البيتكوين ومذابح الأرمن المسمار الأخير في نعش أردوغان؟| ترجمة في دقائق

بدايات حكم أردوغان

أتذكر عندما أسس أردوغان، وشريكه عبد الله غول، وآخرون، حزب العدالة والتنمية في صيف 2001، مقدمًا رؤية إيجابية للمستقبل تقوم على التقوى والمشاركة السياسية الأوسع والازدهار والسلطة الوطنية التي لاقت صدى من الناخبين أكبر من أحزابهم السابقة ذات الإرث الإسلامي.

ساعد ذلك على قيام حكومة العدالة والتنمية في 2002 بإصلاحات اقتصادية مهمة ساعدت في دعم نمو الاقتصاد خلال معظم العقد الأول من هذا القرن، وتمتعت تركيا باستقرار.

المشكلات بدأت بعدما أساء أردوغان – وشريكه السابق فتح الله غولن – للنخبة القومية العلمانية التقليدية، ليمنع الجيش غول من تولي الرئاسة، وتبدأ محاولات قضائية لحظر العدالة والتنمية، ثم تتكشف محاولة للإطاحة بأردوغان، ثم مؤامرة مضادة يشير إليه المحللون غالبًا على أنها مؤامرة أردوغان.

التحول الاستبدادي

إذن، متى بدأت تركيا تتحول إلى عدم الاستقرار؟

من الصعب تحديد لحظة واحدة، لأن عدم الاستقرار هو سلسلة متصلة.

بدأ التحول الاستبدادي في وقت ما حوالي 2008. لكن استبداد أردوغان في حد ذاته لم يجعل تركيا غير مستقرة. حينها، كان الزعيم التركي لا يزال يتمتع بقاعدة اجتماعية قوية ساهمت في استقرار تركيا.

لكن نستطيع أن نقول إن احتجاجات 2013 نقطة بداية مناسبة، تليها فضيحة فساد أثارها أتباع غولن بنهاية العام، أدت إلى تطهير واسع النطاق لأتباع رجل الدين من الحكومة والإعلام والتعليم العالي.

في 2014. اندلعت الحرب مرة أخرى مع حزب العمال الكردستاني، ثم مرة أخرى في 2015، إلى جانب عكس نتائج الانتخابات في نفس العام.

ثم كانت هناك محاولة الانقلاب في 2016، والانزلاق المطول في مشكلات نزاعات تركيا الاقتصادية في 2018 و2019، وأخيرًا جائحة فيروس كورونا في 2020.

دولت بهجلي | حاكم الظل في تركيا.. القومي المتشدد الذي لا يملك أردوغان إغضابه | س/ج في دقائق

منحدر السقوط

يمكن رسم خط مستقيم من أحد هذه الأحداث إلى آخر، حيث يمكن أن تمثل معًا تصدعًا في رواية حزب العدالة والتنمية، وتعكس فشل الحزب في توسيع المشاركة السياسية، وإضفاء الطابع المؤسسي على القيم الدينية التي من شأنها أن تؤدي إلى الحكم الرشيد وتساعد في التغلب على الانقسامات.

على مدى نصف العقد الماضي على الأقل، استخدم نظام أردوغان الصحافة – التي حولها حزب العدالة والتنمية إلى أداة للإطراء على أردوغان، والبارانويا القومية – لإقناع الأتراك أنه مهما كانت الفجوة بين الوعود السابقة والواقع الحالي، فإن الخطأ هو خطأ المصرفيين الدوليين، ووكالة المخابرات المركزية، والصهاينة، وغولن، والإماراتيين، ومجموعة متنوعة من مثيري الشغب المزعومين الآخرين.

بالطبع، لم يصدقها الجميع. لكن كانت هناك مخاطر جسيمة في التحدث علانية ضد حزب العدالة والتنمية.

ورغم أن تحقيقًا نزيهًا لم يفتح حول الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، فلم يجرؤ أي شخص على التشكيك في الرواية الرسمية التي ألقت بالتهمة على أتباع غولن، وهو ما أعطى للحكومة ذريعة للسجن، ومصادرة الممتلكات، وتدمير الأسر، ومطاردة وقتل الهاربين في الخارج.

كسر حاجز الخوف

تلاشي الخوف من التحدث يضيف علامة إلى عدم الاستقرار المتزايد في تركيا.

في الأشهر الأخيرة، أطلق سادات بكر – وهو قيادي في المافيا التركيا – سلسلة من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب تحتوي على مزاعم مذهلة تربط كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم وزير الداخلية، بتهريب المخدرات والقتل والفساد.

بكر لم يوجه أصابع الاتهام إلى أردوغان مباشرة، لكنه ألمح بقوة إلى أن الزعيم متورط.

أثارت اتهامات بكر، رغم عدم تقديمه دليلا، شرارة في البلاد، والتقط الصحفيون الأتراك العاملون في المنفى بأوروبا هذه المزاعم ووسعوا النقاش حولها من خلال عملهم الاستقصائي الدؤوب، وكان من هؤلاء الصحفي التركي في ألمانيا جوهري جوفين.

أصبح أحد رجال المافيا والصحفيين الأتراك المنفيين مثل جوفين مصادر إخبارية موثوقة أكثر من الحكومة أو الصحافة.

ما علاقة هذا بالاستقرار؟

مع تعرض رواية حزب العدالة والتنمية للخطر بسبب أمثال بكر وجوفين، اضطر أردوغان إلى الاعتماد أكثر فأكثر على المحسوبية والإكراه للحفاظ على السيطرة.

لكن كليهما مكلف ومحدود.

هذا النوع من البيئة السياسية يشجع المنافسين، وإن كان بعضهم ضعيف، مثل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد السابق، علي باباجان.

قد يكون لديهما القدرة على إبعاد بعض الأصوات عن حزب العدالة والتنمية، ولكن النتيجة الأهم هي تحركات المسؤولين مثل وزير الدفاع، خلوصي أكار؛ ومنافسه في المخابرات الوطنية التركية هاكان فيدان، وقائد القوات البرية الجنرال أوميت دوندار.

من المؤكد أن الثلاثة من أنصار أردوغان وداعميه، ولكن ماذا يحدث عندما يفتقر الرئيس إلى رؤية تضمن ولاء الشعب ويعرض التماسك الاجتماعي للخطر؟

هل يمكن الاعتماد عليهم لضمان استمرار هيمنة أردوغان وحزبه بالقوة؟

هذا النوع من عدم اليقين يخلق فرصة للأشخاص الأقوياء والطموحين.

المسار السياسي لتركيا غير واضح على الإطلاق، لأنه على الرغم من كل التحديات التي يواجهها، يظل حزب العدالة والتنمية المنظمة السياسية الأكثر شعبية في البلاد وأردوغان أقوى شخص.

يمكن أن يتعافى الاقتصاد، ويمكن لأردوغان الفوز في انتخابات أخرى، لهذا السبب عندما يسألني الناس ما إذا كانت تركيا مستقرة، غالبًا ما أقول: “نعم ولا”.

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك