أردوغان ضد جامعة بوغازيتشي | مجرد خطوة تمكين أم اغتيال لمعقل أتاتورك الأخير؟ | س/ج في دقائق

أردوغان ضد جامعة بوغازيتشي | مجرد خطوة تمكين أم اغتيال لمعقل أتاتورك الأخير؟ | س/ج في دقائق

8 Feb 2021
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

مع بداية 2021، عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيسًا جديدًا لجامعة تركية. خبر عادي حتى الآن. لكن اسم الجامعة لم يكن عاديًا.

معلومة رقم 1. جامعة بوغازيتشي “أو جامعة البوسفور” معروفة بكونها معقلًا مهمًا وأخيرًا تقريبًا لـ “العالمانيين” في تركيا. اعتادت اختيار رئيسها بنفسها دون تدخل السلطة. وكانت المؤسسة الوحيدة تقريبًا التي استعصت على “حملة التطهير” التي أعقبت محاولة انقلاب 2016..

المعلومة الثانية أن أردوغان عين لرئاسة الجامعة سياسيًا مقربًا منه. كان مرشحًا نيابيًا عن حزب العدالة والتنمية.

المعلومة الثالثة أن التغييرات استمرت. أسس أردوغان كليات جديدة في الجامعة في خطوة يتفق أنصار الرئيس ومعارضوه أنها مسيسة تستهدف “نزع الجامعة من سيطرة التيار العالماني”

بدأت المظاهرات، وبدأت حملات الاعتقال ضد مئات الطلبة الذين وصفهم أردوغان بـ “الإرهابيين” على خلفية خبر “لم يعززه أي دليل” عن عرض الطلاب صورة الكعبة بجوار علم المثليين في معرض فني ضمن الاحتجاجات. لفظة إرهابيين يستخدمها إردوغان لوصف أي فعل لا يعجبه.

س/ج في دقائق


متى بدأت أزمة جامعة بوغازيتشي تحديدًا؟

منذ محاولة انقلاب 2016، أطلق رجب طيب أردوغان خطوات لجمع كل السلطات في يده. وتحت حالة الطوارئ، شن حملة قمع واسعة ضد خصومه، وبينهم من لا علاقة لهم بتهم التخطيط للانقلاب، مثل الصحفيين والسياسيين والنشطاء الحقوقيين.

الحملة طالت الجامعات. كانت قد بدأت بالفعل في الأشهر السابقة لمحاولة الانقلاب؛ إذ فصل أردوغان آلاف الأكاديميين الذين وقعوا على وثيقة تدعو إلى السلام مع الأكراد أوائل 2016.

بعد الانقلاب، أصدر أردوغان مرسومًا رئاسيًا انتزع بموجبه حق تعيين القيادات الجامعية.

جامعة بوغازيتشي نجت من الأسوأ في “حملة التطهير” وفق حل وسط قبلت بموجبه مرشح أردوغان لرئاسة الجامعة، والذي حول للتحقيق الطلاب المعترضين على التدخل في سوريا.

لكن الطلاب والأكاديميين قالوا إنهم كانوا يعرفون دائمًا أن المعركة تلوح في الأفق.


ولماذا اشتعلت الأمور مجددًا بداية 2021؟

في 1 يناير 2021، عين أردوغان مليح بولو، وهو رجل أعمال معروف بصلاته بحزب العدالة والتنمية، كما كان مرشحًا على قوائم الحزب قبل عدة سنوات- لرئاسة جامعة بوغازيتشي.

التعيين أثار الطلاب والأكاديميين، فأطلقوا مظاهرات استمرت لأكثر من شهر، لعدة أسباب:

1- يعتبرون أن الخطوة جزء من حملة أردوغان لتوسيع نفوذه في كل جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية التركية.

2- تقليديًا، ينتخب أكاديميو جامعة بوغازيتشي رئيس الجامعة، الذي يسيطر على جزء كبير من الحياة في الجامعة، من بين صفوفهم، وليس من خارجها كما فعل أردوغان.

3- أثار أكاديميون تساؤلات حول مؤهلات بولو، الذي اتهموه بالسرقة الأدبية في مقالاته وأطروحاته الأكاديمية. نفى بولو السرقة الأدبية وأوضح في مقابلة تلفزيونية أنه نسي وضع علامات اقتباس في بعض الأماكن في كتاباته.

4- الأساتذة والطلاب قلقون للغاية بشأن ما يعنيه تعيين بولو لمستقبل جامعة بوغازيتشي وحرمها الجامعي المعروف بحماية الفكر العالماني، ويخشون من إغلاق النوادي والأنشطة، وأن تتغير الجامعة.



واقعة فردية أم هجمة على العالمانية؟

يعتبر أردوغان أن السيطرة على جامعة بوغازيتشي “فرصة لتربية جيل من الأتراك بعيدًا عن العالمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك”. تلاقى ذلك مع رغبة أنصاره في تغيير مناهج جامعة بوغازيتشي التي يقود خريجوها العديد من أفضل الشركات والمؤسسات الأكاديمية في تركيا.

أنصار أردوغان اعتبروا أيضا أن هذه الخطوة مهمة لتصحيح عقود مما يصفونه بالتمييز ضد الإسلاميين الذين حرموا لفترة طويلة من التعليم العام والوظائف الحكومية.

الصحفية الموالية للحكومة، هلال كابلان، خريجة بوغازيتشي، شبهت نضال الإسلاميين بنضال مالكولم إكس والأمريكيين السود وحذرت في مقال رأي من أن “العالمانيين الذين حكموا البلاد لعقود سيقاتلون من أجل العودة.

وحذر رئيس الجامعة الجديد بولو في إحدى التدوينات على تويتر: “سوف يعارضونك بغطرسة، وأتوقع منك أن تمضي في طريقك دون أن تهتم بهم. جامعة بوغازيتشي لا تنتمي فقط إلى النخبة، بل للأمة”.

استنكر العديد من خريجي بوغازيتشي هذه التغريدة، مشيرين إلى أن الجامعة مؤسسة عامة ومفتوحة للطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات في امتحانات القبول على مستوى البلاد، وليست للنخبة فقط كما يروج أنصار أردوغان.


ولماذا وصفت الحكومة الطلاب المتظاهرين بالمنحرفين المثليين؟

استمرت تظاهرات الطلاب لعدة أيام، وفي البداية اعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 30 طالبًا في مداهمات لمنازلهم بعد الاحتجاجات الأولى، وقدم العديد من الطلاب شكاوى حول تعرضهم للتفتيش عراة.

نتيجة لتضييق السلطات لجأ المتظاهرون للالتفاف على الرقابة الصارمة على الصحافة باستخدام تطبيق Clubhouse الجديد.

وتبادل حوالي 5,000 طالب وصحفي وسياسي الآراء باستخدام الأداة. ثم تحول الطلاب إلى أشكال أخرى من الاحتجاج، بإنشاء معارض فنية، وصنع رسوم متحركة، وتأليف وعزف الأغاني في جميع أنحاء الحرم الجامعي.

تصاعدت التوترات بشكل حاد بعد أن نظم الطلاب معرضا فنيا في الحرم الجامعي. قالت الحكومة إن أحد الأعمال أظهر الكعبة إلى جانب علم قوس قزح، رمز المثليين، ففتح مكتب المدعي العام في اسطنبول تحقيقا، وتم اعتقال أربعة طلاب، اثنان منهم ما زالوا رهن الاعتقال. ومع الوقت تزايد عدد المعتقلين ليصل إلى 600 طالب.

بعد ذلك، أدان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الطلاب في تغريدة: ” تم القبض على أربعة منحرفين من مجتمع الميم الذين شوهوا سمعة الكعبة في جامعة بوغازيتشي”.

كما قال علي أرباش، أكبر رجال الدين في تركيا ورئيس ديانت: “أدين الهجوم على الحرم الإسلامي، والكعبة، وقيمنا الإسلامية”، ووعد باتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين.


وما موقف أردوغان مما حدث؟

رفض الرئيس التركي أردوغان الانتقادات بشأن أسلوب تعامله مع الاحتجاجات المستمرة في جامعة بوغازيتشي ووعد بإظهار “عدم الرحمة” تجاه المتظاهرين.

رد أردوغان على الانتقادات الدولية بشأن استجابة تركيا لاحتجاجات الطلاب، وطلب من الدول الغربية التركيز على الاضطرابات في بلدانهم، وقال: “سأقول هذا لأمريكا: ألا تخجلون من الأحداث التي وقعت في الولايات المتحدة قبل الانتخابات؟”. كما وجه انتقادات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً إن باريس بحاجة إلى “تسوية ” احتجاجات “السترات الصفراء”.

تشخيص غربي أخيرا | إردوغان يعيد إحياء الإمبراطورية العثمانية.. ما الوسيلة؟ وما الثمن؟| س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

أردوغان يعد بـ “لا رحمة” تجاه محتجي اسطنبول (دويتشه فيله)

أنقرة تصف الطلاب المحتجين بـ “المنحرفين المثليين” وسط جدل حول الأعمال الفنية (دويتشه فيله)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك