بجانب الملفات التقليدية، ناقش القادة الثلاث 3 ملفات رئيسية:
* أوكرانيا:
– تغييرات سوق الطاقة وكيف يمكن العمل معًا للاستفادة من مزايا كل دولة للاستفادة من الوضع الجديد. فبينما فتحت الحرب مساحة لمصر لزيادة تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، فإن الأمر لا يمكن تحقيقه بدون إسرائيل، التي تصدر الكثير من الغاز الطبيعي إلى مصر.
– الأمن الغذائي، خصوصًا فيما يتعلق بارتفاع سعر القمح.
* إيران:
– إعداد استراتيجية دفاع مشترك في التعامل مع التهديد النووي الإيراني، وهجمات وكلائها في الشرق الأوسط، بحسب جيروزاليم بوست.
* سوريا:
في ضوء زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات مؤخرًا.
ما دلالات التوقيت؟
يقول محللون إن القمة الثلاثية في شرم الشيخ دليل جديد على التغير الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتحد القوى الرئيسية للتعامل مع مشهد سريع التغير فجرته حرب روسيا وأوكرانيا، وعلاقات مشحونة مع إدارة بايدن التي تسارع لاستكمال خطوات إعلان اتفاق إيران النووي، وما سيليه من رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وتخفيف العقوبات الدولية عن إيران، في غياب أية ضمانات لقص آظافر نظام خامنئي ووكلائه الإقليميين.
السعودية غابت عن الاجتماع؛ باعتبارها لم توقع اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن السيسي سبق الاجتماع بزيارة إلى الرياض قبل أسبوعين تحديدًا من القمة. ليس معروفا إن كانت القمة الثلاثية بحثت أثناء تلك الزيارة أم لا.
كيف تستفيد الدول الثلاث؟
ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتهديد الاقتصادات في جميع أنحاء المنطقة يجعل التعاون أكثر إلحاحًا، خصوصًا أن مصر تتطلع لزيادة السياحة الإسرائيلية والاستثمار الإسرائيلي لدعم اقتصادها.
وترى إسرائيل أيضًا أن العلاقات الاقتصادية مع مصر تنطوي على إمكانات كبيرة، خصوصًا مع قرب افتتاح خط طيران جديد بين تل أبيب وشرم الشيخ الشهر المقبل، والتخطيط لزيادة التجارة البينية.
أما الإمارات فتخطط لزيادة التعاون الاقتصادي مع إسرائيل من خلال توقيع اتفاقية تجارة حرة، كما تتفق الدولتان في الموقف المشترك تجاه بايدن وإيران.
الاجتماع غير المسبوق أهم مشاركة دبلوماسية بين القادة الإسرائيليين والإقليميين منذ اتفاقات أبراهام، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، بوساطة إدارة ترامب في 2020.
إتش أيليير، باحث الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، يقول إن القاهرة ترى فرصة لاستعادة دورها التاريخي، كحلقة الوصل بين إسرائيل والمحيط الإقليمي، رغم توقيع اتفاقات السلام بين العرب وإسرائيل.
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يرد في التصريحات العلنية حول القمة، وهو عادة ما يكون عنصرًا رئيسيًا في أي بيان عام يتعلق بمثل هذا الاجتماع.
وبحسب محللين، فإن القمة العلنية في شرم الشيخ سلطت الضوء على أن مزايا العلاقات الاقتصادية الأكبر مع إسرائيل والخوف المشترك من إيران يحظى بأولوية في الوقت الحالي على قضية متشعبة ومعقدة كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأن العلاقات الإقليمية الجديدة صارت تتجاوز “السلام” إلى “التعاون”.
كما تشير القمة إلى توجه استراتيجي متزايد لدى دول المنطقة نحو الاعتماد على أنفسها في التعامل مع الملفات الكبرى في المنطقة.