تمتعت بكثير من الصفات الحلوة .. لكن هل كانت دلال عبد العزيز فنانة ذكية؟ | عبير عبدالوهاب

تمتعت بكثير من الصفات الحلوة .. لكن هل كانت دلال عبد العزيز فنانة ذكية؟ | عبير عبدالوهاب

8 Aug 2021
عبير عبد الوهاب دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

هل كانت دلال عبد العزيز فنانة ذكية؟

الإجابة: جدًا. رغم أن الأمر على ظاهره يبدو غير ذلك؛ فالحديث عنها دائمًا يركز على كونها “ست بيت”، زوجة مثالية، أم بالثلاثة. لكن نادرًا ما يأت ذكرها “كفنانة” منفصلا عن “آل سمير غانم”.

ذكاء البدايات

فتاة ريفية بسيطة تصل من الزقازيق لتوها. تسعى لدخول الوسط  الفني بأي طريقة. تبدأ بأدوار صغيرة في أعمال تلفزيونية، حتى يكتشفها جورج سيدهم ويمنحها دورًا مهمًا في مسرحيته الجديدة مع سمير غانم  “أهلًا يا دكتور”.

31 يناير 1980، ليلة افتتاح المسرحية. يوم لا ينسى في حياة دلال عبد العزيز. من هنا بدأ المشوار.. وبدأت أيضًا قصة الحب.

“فنانة صاعدة ونجم سينمائي مشهور” توليفة تكررت كثيرًا. دائمًا ما تذهب التوقعات إلى التصاق الفنانة بزوجها فنًيا. ولم تتركه لغيرها لتستفيد من نجوميته؟ وهي الأولى به؟

لكن ذكاء دلال عبد العزيز جعلها تخالف كل هذه التوقعات.

في البداية، ظهرت مع سمير غانم في بعض الأعمال في المسرح والتلفزيون والسينما، ثم بدأت تشق طريقًا بعيدًا. أيقنت أنها لو ظلت إلى جواره ستتحول إلى مجرد “ظل”. لذلك، لم يكن وجودها في حياة سمير غانم الفنية إلزاميًا بالمرة.

بدأت في تشكيل ثنائيات فنية بعيدًا عنه، تعاونت مع يحيي الفخراني، عادل إمام، فؤاد المهندس، فاروق الفيشاوي.

في بداية التسعينيات، عرفت الخلافات طريقها إلى “جورج وسمير”. وفي 1994 أعلنا انفصالهما رسميًا. بدأ جورج التجهيز لمسرحية جديدة “حب في التخشيبة”. البطلة أمامه النجمة الاستعراضية نيللي. النجاح إذن مضمون إلى حد كبير.

قبل الافتتاح بأسبوعين، اعتذرت البطلة، ووجد جورج سيدهم نفسه في موقف لا يحسد عليه. هل سيكون الفشل مصير أول أعماله المسرحية بعد الانفصال عن رفيقه؟

لم تتردد دلال عبد العزيز لحظة في إنقاذ الموقف. وافقت على بطولة المسرحية بدلًا من نيللي.

موقفها أثار اندهاش الكثيرين. كيف تفعلها في ظل الخلاف المشتعل بين الثنائي؟

دلال عبد العزيز كانت تمتلك من الذكاء ما يكفيها للتعامل مع هذه المواقف بشكل عقلاني دون ارتباك.

دستة أفلام حديثة عادت بنا لسحر سينما الأبيض والأسود وتستحق المشاهدة | حاتم منصور

المرونة سبيل دائم لاختيارات أفضل

“ذكاء التكيف” من أنواع الذكاء التي امتلكتها دلال عبد العزيز. المرونة كانت دائمًا سبيلها لاختيارات أفضل.

بعدما تغيرت الملامح، وظهرت التجاعيد، وزاد الوزن، لم تستغرق وقتًا طويلًا لتتكيف مع الوضع الجديد.. أعادت اكتشاف نفسها بنفسها.

“لم أعدّ فيديت؟ هذه هي سنة الحياة. يمكنني أن أجد سبيلًا آخر للتواجد”.. بهذه الطريقة تعاملت دلال عبد العزيز حتى وإن لم تقلها بشكل مباشر.

أدوار الأم دائمًا بانتظار أي “فيديت” سابقة. ولكن الفيصل هو طريقة تقديمها. هل ستجد الفنانة لنفسها طريقة مميزة؟

فعلتها دلال عبد العزيز.. رسمت لنفسها نموذج هو الأقرب لأمهات “اليومين دول”.

ابتعدت تمامًا عن النموذج الطيب المثالي المرسوم بالقلم والمسطرة للأم “اللي مبتغلطش” واقتربت أكثر من الواقع.. قدمت الأم المعترضة دائمًا على سلوكيات الأبناء.. “بتولول” ليلًا نهارًا بسبب أفعالهم. أكبر همّها أن تزوج بناتها. ركزت على معاناة الأمهات من الفجوة التكنولوجية بين الجيلين..

باختصار، اخترعت دلال عبد العزيز نموذجًا جديدًا للأم على الشاشة.

٢٠ عامًا على فيلم الناظر.. ليس مجرد فيلم في هوجة المضحكين الجدد | أمجد جمال

فن اللعب على غير المضمون

المغامرة والجرأة واللعب على غير المضمون جزء من ذكاء دلال عبد العزيز. بدا ذلك بشكل واضح بعد تقدمها في العمر.

في الوقت الذي فضّل فيه معظم أبناء جيلها التعامل مع الأسماء المضمونة من صناع السينما والدراما التلفزيونية، كانت هي تتحمس للأجيال الجديدة والأفكار الفنية المختلفة.. أسماء شابة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين.

لم تجد أبدًا مانعا من المشاركة في أعمال مثل “سمير وشهير وبهير”، “خير وبركة”، “قلب أمه”، “سابع جار”، وأخيرًا “في بيتنا روبوت”. كانت تفضّل الأمارات المحسوسة للنجاح على الخبرات الطويلة العريضة.

ربما كان هذا جزءًا من استقلاليتها وعدم محسوبيتها على جيل بعينه. فقد انفصلت عن جيلها منذ سنوات طويلة، وأصبحت حرة الحركة بين مختلف الأجيال.

عادل إمام – يوسف معاطي .. 4 اتهامات مردود عليها في محطة الزعيم المظلومة | أمجد جمال

الانتقال بذكاء للعالم الأوسع

أزمة الكوميدينات في الوطن العربي أنهن دائمًا ما يفشلن في الخروج من دائرة الكوميديا إلى العالم الأوسع.

بمجرد أن تصنف إحداهن بأنها كوميديانة، تظل حبيسة هذا التصنيف سنوات طويلة. معظمهن يخاف من النقلة وتداعياتها. تفوتهن الكثير من الفرص بسبب خوفهن من التغيير، ورغبتهن في الحفاظ على الكاركتر الكوميدي الذي كان سببًا في شهرتهن.

دلال عبد العزيز لم تتوقف عند تصنيف معين، نجحت في تجاوز كل التصنيفات التي حاول المخرجين إلصاقها بها. لم تتقيد يومًا بكونها كوميديانة، وانتقلت لتقديم أدوار لا يجرؤ على تقديمها سوى عتاولة التراجيدي.

“ذكاء دلال” ظهر بالفعل في الكثير من المواقف على مر السنين. لكن لماذا لم يسلط الضوء عليه؟

ربما لوجودها في عائلة فنية طوال حياتها، كانت تقتسم معها الأضواء بشكل مستمر.

لم يزعجها أن تكون “مرات سمير غانم” في فترة من حياتها، ثم “أم دنيا وإيمي” في مرحلة لاحقة. حتى هذا تعاملت معه بذكاء. ظهرت معهم جميًعا دون أن يمّل الجمهور وجودها، أو يشعر للحظة واحدة بأنها ضيف ثقيل أو مفروض عليهم.


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك