التنفس الشرجي.. هل يوفر بديلا لأجهزة التنفس الصناعي؟ | س/ج في دقائق

التنفس الشرجي.. هل يوفر بديلا لأجهزة التنفس الصناعي؟ | س/ج في دقائق

5 Sep 2021
أوروبا الولايات المتحدة كورونا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تعيش الكثير من المخلوقات البحرية في أعماقٍ سحيقة تحت سطح الماء، حيث تندر نسبة الأكسجين إلى حدِّها الأقصى.

بعض هذه المخلوقات تطورت أجسادها لتتناسب مع هذه الظروف القاسية. وأحد أبرز هذه التطورات هو قُدرة الجسد على التنفس عبْر المؤخرة.

هذه المقدرة الفريدة في التنفس ربما لن تكون قاصرة على هذه النوعية المحدودة من المخلوقات البحرية، وقد يستفيد منها الإنسان قريبا.

فبحسب دراسة نشرتها مجلة Med، أن الثدييات، وعلى رأسها الإنسان، قد تستطيع التنفس عبر مؤخرتها أيضًا، وأن دراسات مكثفة تجري لبحث هذه الكيفية، والتوصل لأنجح طريقة للاستفادة منها بغرض استخدامها لأسباب طبية.

س/ج في دقائق


هل تستطيع الثدييات التنفس من خلال مؤخرتها؟

يعتقد البعض أن وظيفة المؤخرة الوحيدة هي إخراج فضلات الجسم، لكن في الحقيقة، تحتوي المؤخرة على العديد من الأوعية الدموية، ما يؤهلها للقيام بأدوار أخرى مهمة للإنسان مثل امتصاص الأدوية.

هذا عن الإنسان، أما في بعض المخلوقات الأخرى، تتزايد أهمية المؤخرة بسبب استخدامها في التنفس.

لا تندهش، فهناك مخلوقات تعيش على كوكبنا تستطيع التنفس من مؤخرتها، مثل أسماك اللوتش والسلور وبعض العناكب البحرية.


ما الذي يُميز هذه المخلوقات البحرية عنّا؟

السرّ في تكوين الأمعاء.

أمعاء تلك المخلوقات البحرية ذات بطانة رقيقة وغشاء مخاطي قليل السُمك.

وهو ما لا يتوفّر في البشر، لذا فإن دخول الأكسجين إلى مجرى دم الإنسان عبر مؤخرته تعترضه العديد من الصعوبات التشريحية، أهمها كثافة الغشاء المخاطي لأمعائه.


كيف بدأت تجارب “التنفس بالمؤخرة”؟ وهل حققت نجاحًا؟

في تجربتهم الأولى، حرم الباحثون عدة فئران من التنفس عبر الرئتين، ثم زودوها بالهواء عبر قسطرة شرجية. انتقى الباحثون مجموعة صغيرة من هذه الفئران، وزودوهم أيضًا بالهواء “شرجيًا”، لكن بعد تنظيف أمعائها.

النتيجة: لم تمت أيٍّ من الفئران المحرومة من التنفس. على العكس رصد العلماء مستويات مرتفعة من الأكسجين في دمائها، وكان حال المجموعة الأخيرة -ذات الأمعاء النظيفة- أفضل وأفضل.

لاحقًا، كرّر العلماء التجربة على فئران وخنازير وحصلوا على نفس النتيجة.

إذن، يُمكن للثدييات التنفس عبر مؤخرتها، فقط علينا التغلب على أمرٍ واحد؛ الطبقة المخاطية الكثيفة التي تغطي خلايا المعدة.


هل أجريت دراسات على الإنسان؟

أعلن الباحث المشارك في الدراسة، تاكانوري تاكيبي، الأستاذ المساعد بقسم طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا، أن الفريق يُخطط لإجراء المزيد من التجارب على النماذج الحيوانية، وأن تجربة سريرية بشرية قد تجري قريبًا.

كما تُخطط شركة “Respirogen Inc”، المعنية بصناعة أجهزة توصيل الأكسجين بالجسم، لإجراء تجربة جديدة على البشر، عبر حرمان 6 متطوعين من التنفس عبر رئتيهم، ثم تزويدهم بالأكسجين عبْر حُقن شرجية بعد تطهير القولون بالمنظار.


علميًا، هل تصلح هذه التجربة مع الإنسان؟

حتى الآن لم يتعرّف الباحثون على الطريقة المُثلى لتزويد الإنسان بالأكسجين عبْر مؤخرته.

لكن النتائج الطيبة التي تُحققها التجارب الأولية تشجعهم لإجراء المزيد من الأبحاث على الحيوانات والبشر.

المعضلة الحقيقة التي تُواجه العلماء هو أن العدو الحقيقي لهذه الطريقة هو كثافة كمية المخاط في الأمعاء. ولا يُمكن إزالة هذا المخاط من الإنسان.

وهي المشكلة التي توصّلوا لها إلى حلٍّ صحيح -نظريًّا- وهو استعمال سائل مؤكسج آمن على الإنسان، يُسمّى مادة بيرفلوروديكالين.

هذا السائل يُمكن حقْنه عبْر حقة شرجية أيضًا، لكن ما يُميزه أنه يستطيع التآلف سريعًا في دم الإنسان، ويزوّده بما يحتاج من أكسجين دون الحاجة لتنظيف الأمعاء من المخاط.

استعمال بيرفلوروديكالين في تجارب التنفس بالمؤخرة بدأت بالفعل، وهي قيد التقييم حاليًا.


وما القيمة الطبية لهذه الدراسات؟

خلال جائحة كورونا، لجأ إلى المستشفيات آلاف المرضى الذين بحاجة إلى أجهزة التنفس. كل فردٍ منهم كان بحاجة إلى البقاء 15 يومًا -في المتوسط- للشفاء.

بسبب هذا الضغط، عانت المستشفيات من نقصٍ حادٍ من أجهزة التنفس، ومات آلاف المرضى بسبب صعوبة توفير واحدٍ لهم.

ولهذا اجتهد باحثون في التوصل لتقنيات جديدة لتوصيل الأكسجين لجسم الإنسان دون الاعتماد على تلك الأجهزة.

إذا نجحت تقنية “التهوية الشرجية”، فستكون فتحًا كبيرًا في عالم طب “التنفس الصناعي”؛ لأنها ستكون قليلة التكلفة ولن تحتاج إلى أجهزة معقدة.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

يمكن أن يكون التنفس من المؤخرة بديلاً لأجهزة التنفس الصناعية (Massive Science)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك