حرية التعبير في الجامعات | صرخة ترامب تلاحق اليسار في أوروبا | س/ج في دقائق

حرية التعبير في الجامعات | صرخة ترامب تلاحق اليسار في أوروبا | س/ج في دقائق

17 Feb 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

لماذا نكتب عن حرية التعبير في الجامعات في دقائق؟

قضية حرية التعبير أكبر مما يوحي به الاسم. هذه قضية مرتبطة بسيطرة تيارات معينة – اليسار وحلفائه – على مفاصل التفكير في العالم، من خلال الإعلام والأكاديميا.

من خلالها تفرض “مفاهيم” بعينها، وتترجمها إلى سياسات يومية. ثم تجرم كل من لا يفكر بالطريقة نفسها.

التجريم هنا يتجاوز القانون. بمعنى أنه لا يقدم ضدك عريضة اتهام عليك أن تثبت براءتك منها. بل يسعى إلى عقابك بالدعاية ضدك أو فصلك من عملك أو مطاردة إنتاجك. في ما يعرف بـ “ثقافة الإلغاء”.

وبذلك تضمن هذه التيارات استمرار سياساتها، وتسد الطريق على سياسات بديلة.. وليس هذا نهاية المطاف.

فمن خلالها تضمن أيضا مكاسب لحلفائها الانتخابيين، حصة أكبر في التوظيف، حصة أكبر في الوجود الثقافي، وفي السياسة. إثيوبيا – على سبيل المثال – استغلت الموضوع في تحويل الخلاف حول نهر النيل إلى قضية “حقوق السود”.

حرية التعبير في الجامعات الأمريكية حرية التعبير في الجامعات الأمريكية للسود


القصة في دقيقة:

في مارس 2019، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حملة وضع خلالها الجامعات أمام خيارين: إما حماية حرية التعبير أو خسارة التمويل الفيدرالي. غرض ترامب كان مواجهة سيطرة ثقافة الإلغاء اليسارية على الحرم الجامعي.

ترامب رحل. لكن بريطانيا وفرنسا استشعرتا نفس الخطر: حكومة لندن أطلقت خططًا لحماية حرية التعبير في الجامعات لضمان “عدم خنق الحرية”.

وحكومة باريس بدأت تطرح أسئلة حول “حماية النموذج العالماني – حق النقاش – اندماج المهاجرين”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر من تهديد الهوية الفرنسية بنظريات العلوم الاجتماعية المستوردة من أمريكا”.


س/ج في دقائق

كيف أطلق ترامب حملة حماية حرية التعبير في الجامعات عالميًا؟

في مارس 2019، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يلزم الإدارات بحماية حرية التعبير في الحرم الجامعي أو المخاطرة بفقدان تمويل البحوث الفيدرالية المقدر بـ 35 مليار دولار سنويًا.

ترامب قال حينها إن مصدر مليارات التمويل هي أموال دافعي الضرائب. لذلك لا يمكن أن تذهب لمن يسكت أصوات أبنائهم في الجامعات، بما يتضمنه من ذلك من اعتداء على التعديل الأول من الدستور الأمريكي بتقييد الفكر الحر، وفرض الرأي الواحد.

قرار ترامب كان يعني تصحيح مسار الجامعات الحكومية الملزمة بدعم التعديل الأول أصلًا، وفرض واقع جديد على الجامعات الخاصة “التي تتمتع بمرونة أكبر في تطبيق ثقافة الإلغاء”.

Image result for Cancel culture gif


لماذا كان توقيت حملة ترامب مهمًا؟

نجح اليسار لعقود في فرض أجندته على الحرم الجامعي حتى باتت بالنسبة للأجيال الأصغر “أفكار المينستريم”؛ الطبيعي أن تؤمن بهذه الأفكار، وإلا تصبح نشازًا ومعرضًا لثقافة الإلغاء دون أن تملك حق الشكوى.

لكن الولايات المتحدة تتغير. بوصول ترامب كان اليمين قد التفت لأزمة الجامعات. بدأت أصوات المحافظين تظهر في الحرم الجامعي وسعوا لتنظيم فعالياتهم الخاصة، فتصدت لها إدارات الجامعات.

اليسار لم يكتف بخنق الأصوات “فكريًا”. تحولت الأمور إلى العنف الجسدي في حادثة الناشط المحافظ هايدن وليامز في جامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي فتح الملف أمام الرأي العام.

ترامب يحارب “قمع اليسار لحرية التعبير” في الجامعات والأكاديميا | س/ج في دقائق

Image result for Cancel culture gif


كيف انتقلت “صرخة ترامب” إلى بريطانيا؟

منهج “الحرب الثقافية” التي أطلقها اليسار وحلفاؤه لم يقتصر على الولايات المتحدة. امتد إلى أوروبا والعالم بدرجات متفاوتة.

توم سيمبسون، الزميل المشارك في مركز أبحاث بوليسي إكستشينج والأستاذ المشارك في الفلسفة والسياسة العامة في كلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية بجامعة أكسفورد، يقول إن ثقافة الإلغاء سمحت لمجموعة أقلية بممارسة تأثير غير متناسب على المسؤولين، وممارسة تأثير مخيف على الأكاديميين الآخرين.

في مواجهتها، أعلنت حكومة بريطانيا خططًا لإقرار قانون يحمي حرية التعبير في الجامعات.

هذا القانون يلزم الإدارات الجامعية واتحادات الطلاب بضمان “حرية التعبير للجميع”.

ويفرض غرامات على المؤسسات الجامعية التي تنتهك شرط “الجميع”.

ويسمح للأفراد باللجوء للمحاكم والحصول على تعويضات إن تعرضوا لـ “ثقافة الإلغاء” بالطرد أو الفصل أو خفض الدرجة الوظيفية أو الأكاديمية بسبب تعبيرهم عن آرائهم.


ولماذا وصلت فرنسا؟

في فرنسا، خرجت التحذيرات من “الأفكار اليسارية” من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي اعتبر أن “نظريات العلوم الاجتماعية المستوردة بالكامل من الولايات المتحدة، تشكل تهديدًا للهوية الفرنسية والجمهورية الفرنسية”.

ماكرون ألقى باللوم على الجامعات في تشجيع “إثنية المسألة الاجتماعية”، وهو ما يصل إلى حد تقسيم الجمهورية إلى قسمين.

وحذر سياسيون ومفكرون وصحفيون فرنسيون من أن الأفكار الأمريكية اليسارية- خاصة بشأن العرق والجنس وما بعد الاستعمار – تقوض مجتمعهم.

وحذر وزير التعليم في حكومة ماكرون من أن هناك معركة يجب خوضها ضد مصفوفة فكرية من الجامعات الأمريكية.

وبتشجيع من هذه التعليقات، تجمع المفكرون البارزون معًا ضد ما اعتبروه تلوثًا من قبل اليسار الخارج عن السيطرة الذي استيقظ في الجامعات الأمريكية وما يصاحبه من ثقافة الإلغاء.


هل هذه نهاية المواجهة أم بدايتها؟

الأفكار التقدمية امتدت لتمس قطاعات متزايدة كل يوم. لم يعد مجالها ثقافات الهوية والعرق والميول الجنسية والنسوية، فقط. بل صارت تقسم هذه المجموعات إلى مجموعات أصغر فمجتمعات متناهية في الصغر. لعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك العراك داخل صفوف الحركة النسوية. وإليكم مثال لما حدث:

ظهر تيار التحول الجندري (ذكر بيولوجي يعتبر نفسه امرأة) داخل الحركة النسوية. وحدث خلاف حول هل يمكن مشاركة هذه الأنثى الجندرية (الذكر البيولوجي) في مسابقات التنافس الرياضي النسائية؟ قد يبدو السؤال بسيطا، والقضية ضيقة، لكنها كانت كاشفة لعقلية ثقافة الإلغاء.

بعض النسويات اعتبرن هذا كفيلا بالقضاء على رياضة النساء. الفئة الأساسية التي نشأت الحركة للدفاع عنها. لكن أخريات من الأصغر سنا اعتبرن هذا الموقف رجعيا، وبدأن في شن حملات إلغاء ضد من تعبر عن هذا الرأي. وصل الأمر إلى خلاف سياسي داخل الحزب القومي الاسكتلندي.

معركة شبيهة كانت ضحية الإلغاء فيها الكاتبة الاسكتلندية العالمية جي كي راولينج (مؤلفة هاري بوتر)، حين دافعت عن امرأة تعرضت للفصل من وظيفتها لأنها اعترضت على مشاركة المتحولات جندريا في حمامات النساء. لاحظ أن القضية هنا ليست من على حق. القضية أن مجرد التعبير عن رأي مخالف تعرضك للفصل، أو للإلغاء.

من هنا بدأت الأصوات تعلو من داخل المؤسسات الثقافية، خوفا من تحول “اليسارجية الأمريكية” American Leftism إلى ما يشبه مؤسسة دينية يتحكم كاردينالاتها في أفكار الناس.

من هنا فالمرجح أن المواجهة مؤهلة للتوسع لا الانزواء.

Image result for political correctness gone mad gif


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

ترامب يهدد بقطع تمويل الكليات المعادية لحرية التعبير (الجارديان)

خطة حرية التعبير لوقف إسكات الآراء في الحرم الجامعي (بي بي سي)

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك