صندوق الاستثمارات العامة السعودية – مع آخرين – يستحوذ على نيوكاسل بعد صفقة استغرقت عامين من المفاوضات..
السعودية دفعت 305 ملايين إسترليني لشراء نيوكاسل: مبلغ مثالي بالنظر لقيمة النادي وشعبيته وأرباحه، وأهمية مدينة نيوكاسل نفسها وما توفره من فرص استثمار لا تتوفر في مدن أخرى.
لكن أسئلة أهم حول ما بعد الملكية حاضرة.
كم يمكن أن ينفق السعوديون؟
كيف يتعاملون مع قواعد اللعب المالي النظيف التي تحجم الإنفاق؟
هل يصلون بالنادي إلى دوري الأبطال؟
وهل الصفقة مجرد تلميع سمعة أم استثمار رياضي حقيقي؟
س/ج في دقائق
كيف مرت صفقة نيوكاسل – السعودية بعد تعطل عامين؟
تعطلت الصفقة لأسباب متعددة، بعضها سياسي. حيث وقفت قطر ضد الصفقة بتدخلات شخصيات رياضية بارزة ومسؤولين من بريطانيا. المبرر الرئيسي كان قنوات بي أوت التي قرصنت حقوق بث بي إن سبورتس، وبينها البريميرليج، بما أدى لخسائر مليارية.
لكن السعودية حذرت بريطانيا رسميًا في يونيو 2020، من تضرر العلاقات. ثم هدد المستثمرون بالانسحاب.
وباستضافة قمة العلا، أعادت السعودية وحلفاؤها العلاقات مع قطر. ثم رفعت الحظر عن بث بي إن.
وأعلنت السعودية نيتها تسوية الدعاوى المتعلقة بالقرصنة المزعومة. ولطمأنة البريميرليج، قدمت “تأكيدات ملزمة قانونًا” أنها لن تتحكم في نيوكاسل.
تقارير أوروبية تعتبرها محاولة خليجية لتقديم صورة جديدة أكثر حداثة بربط سمعتها بكرة القدم. لكن محللين يرون أن التحركات لها غرض أبعد من هذا، حيث إنها جزء من تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
وفي إيطاليا، تتحدث تقارير عن نية السعودية شراء إنتر ميلان.
والآن، تحاول العديد من أندية البوندسليجا إيجاد مخرج من القانون الذي يلزم أن تكون ملكية النادي بنسبة 50%+1 للجماهير، من أجل فتح الباب أم الاستثمار الخليجي.
ربحيًا، تكفل الأندية الكبرى مصدرًا ضخمًا للدخل: باريس سان جيرمان ضاعف أرباحه من -100 مليون يورو في 2011 إلى +600 مليون حاليًا، ستتجاوز المليار بحلول 2030.
لكن مدير مركز صناعة الرياضة الأوروبية الآسيوية سيمون تشادويك يقول إن الاختيار لم يكن عشوائيًا، بالنظر لوضع صندوق الاستثمارات العامة القوي خلال العامين الماضيين يؤكد أنها ليست عملية استحواذ مضاربة، ولا شراء لمجرد الغرور.
كان بإمكان السعودية شراء مانشستر يونايتد مثلًا. لكنها اختارت نيوكاسل تحديدًا لهدف استراتيجي.
وفق تشادويك، سيكون نيوكاسل أساسًا لترويج أهداف السعودية الاقتصادية السياسية الأوسع، مثل شركة الطيران الدولية الجديدة، استفادة من عرض البريميرليج في أكثر من 200 منطقة.
نيوكاسل – كناد ومدينة – يحتاجان بنية تحتية ضخمة، لذلك دخل الإخوة روبن، مليارديرات العقارات، في الصفقة، وصولًا إلى تطوير عقاري سكني وتجاري أوسع في الشمال الشرقي من إنجلترا عمومًا.
كذلك، نهر تاين في نيوكاسل ميناء حاويات ضخم سيساعد السعودية في إنشاء شبكتها العالمية، بخلاف الاستخدام المهم لطاقة الرياح عبر تسهيل ضخ رأس المال لتصنيع وتوزيع التوربينات.
هل تملك السعودية الإنفاق المفتوح على نيوكاسل الجديد؟
لا. إن قررت الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف.
مع ذلك، بحسب التليجراف، يملك نيوكاسل المساحة الأكبر في البريميرليج للإنفاق دون انتهاك القواعد؛ بسبب “بخل المالك السابق” الذي عطل الإنفاق لسنوات.
ينحدث الملاك الجدد عن استثمار 200 مليون إسترليني في 4 مواسم انتقالات. لكن السعودية تملك حق الإنفاق حتى 190 مليونًا في الميركاتو التالي وحده دون كسر القواعد.
كيف يمكن ضخ أموال دون كسر القواعد؟
في البريميرليج، تسمح حوكمة “الربحية والاستدامة” بخسائر حتى 15 مليون إسترليني لـ 3 سنوات متدرجة. تزيد إلى 105 ملايين إذا ضخ المالك استثمارات 30 مليونًا، وهو ما يتجه السعوديون لفعله.
كذلك، هناك سماح بمخصصات إضافية 50 مليونًا للنادي الذي يدير أكاديمية.
نيوكاسل حقق أرباحًا بلغت 38 مليون جنيه إسترليني في 3 سنوات سابقة دون إنفاق تقريبًا، ليتجاوز إجمالي الإنفاق المسموح 190 مليونًا، وفق كيران ماجواير ، محاضر تمويل كرة القدم بجامعة ليفربول.
يبقى بند العوائد التجارية (المعلنون – حقوق الرعاية – إلخ) .. في البريميرليج ارتفعت إيرادات البند 264% بين 2007-2019 ينما بقيت عائدات نيوكاسل عند 28 مليون إسترليني.
مع تخفيف قيود الإنفاق، سترتفع قيمة نيوكاسل أمام المعلنين، بما يضمن زيادة عائدات الرعاية المحتملة، وبالتالي مزيدًا من حرية الإنفاق.
وتتوقع التليجراف أن تصل إيرادات صفقة رعاية القميص والملعب الجديدتين إلى ما لا يقل عن 100 مليون جنيه إسترليني.
هل يناطح “نيوكاسل السعودية” السيتي وباريس سان جيرمان؟
الإجابة على محورين:
القدرة:
نيوكاسل فشل في جذب لاعبي التوب أوروبيًا، وكان طاردًا لنجومه قبل استحواذ السعودية.
الآن، سيصبح أحد أغنى الأندية في العالم بموارد مالية مفتوحة تقريبًا.
الحاجة:
للإنفاق أكثر دون كسر القواعد، على نيوكاسل أولًا أن يصل إلى دوري الأبطال في حدود الإنفاق المسموح حاليًا. ثم تكون الخطوة التالية تحقيق إيرادات تتراوح بين 30-100 مليون إسترليني سنويًا، تسمح بالمزيد من تعزيز الصفوف.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
