فور سقوط نظام صدام حسين، وصلت معلومات إلى بريمر تفيد بأن الرئيس العراقي السابق يقود سيارة أجرة في شوارع مدينة الموصل، بينما هرب عزة الدوري إلى سوريا.
بريمر حتى الآن لا يستطيع تأكيد أو نفي مثل هذه الشائعات، قائلًا إنه كان وقتها كان منشغلاً بتنفيذ المهمات الثلاث التي كلفه بها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
هذه المهمات تمثلت في: وضع برنامج سياسي، وآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة الشعب العراقي على التعافي من أزمته الاقتصادية، بالإضافة إلى محاولة بسط الأمن من خلال قوات الجيش ووزارة الدفاع.
في محاولتها لبسط الأمن كانت القوات الأمريكية تبحث عن الرئيس العراقي في كل مكان، حتى لا يقوم بتشكيل أي مقاومة لها من خلال إيجاد أنصار أو حلفاء جدد.
يروي بريمر أنه في يوم ما تم إيقاظه فجرًا عبر الهاتف ليتوجه من مقر سكنه إلى مكتبه، وعندها تلقى اتصالاً من الجنرال الأمريكي جون أبي زيد قائد القوات المركزية، وأخبره أنهم قبضوا على شخص يعتقد بأنه صدام حسين، وأنهم وجدوه في حفرة بمزرعة بالقرب من تكريت.
كان هناك مشكلة للتعرف على صدام نظرًا لاستخدامه العديد من أشباهه، لكن أبي زيد قال إن لديهم الحمض النووي لصدام وسيعملون على مطابقته بجانب أنهم سيعرضونه على المعتقلين من النظام العراقي وبينهم طارق عزيز للتعرف عليه.
بعد 4 ساعات، تم إحضار صدام حسين إلى مكتب بريمر، بعد التأكد من هويته بعد إجراء تحليل الحمض النووي.
بعد التأكيد اتصل بريمير بكونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي، وأخبرها بالقبض على صدام حسين، وبدأت خطط العسكريين لنقل صدام من ميناء عراقي بسفينة من الأسطول الأمريكي، لكن الجنرال أبي زيد أكد استحالة القيام بذلك، لأن صدام سجين عراقي لا يجوز إخراجه من البلاد، لأن ذلك سيفتح باب التشكيك في القبض عليه، وسيقول العالم إن الأمريكيين يكذبون.
كان من الصعب إيجاد حلفاء لصدام يستطيعون القيام بعملية احتجازه، لذلك قامت الإدارة الأمريكية بتسليمه للحكومة العراقية لمحاكمته.
كان تسليم صدام للعراقيين جزءًا من حملة أمريكية لإثبات صحة عملية القبض على صدام الحقيقي.
فقد توصلت الإدارة الأمريكية إلى أنه يجب إظهار صورة علنية لصدام، وأن يتم عرضه على السياسيين العراقيين، فيعلنوا هم أيضا أنهم رأوه مقبوضًا عليه.
بعد اتخاذ القرار، اتصل بريمر بعدنان الباجة جي، رئيس مجلس الحكم الانتقالي، وطلب منه جمع أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الراغبين برؤية صدام الذي كان محتجزا حينها في مطار بغداد، وبالفعل تم إحضار 4 منهم.
توجه الجميع للمطار، وقام العريف الأمريكي بسؤالهم إن كانوا يرغبون برؤية صدام عن بعد لتأكيد هويته، أم كانوا يرغبون بمقابلته شخصيا، وقد اختاروا مقابلته شخصيا.
كان صدام محتجزًا في غرفة استحمام بالمطار، بداخلها سرير صغير كان يجلس عليه بلحية كثيفة وشعر كث، مرتديًا سترة أمريكية، لكنه كان غاضبًا ولم يظهر مكسورا.
بدأ الخمسة في تجاذب الحديث مع صدام، والذي ظهر عليه الغضب أغلب الوقت من الجانبين، وكان صدام يرد عليهم بشراسة واضحة كأنه ما زال الرئيس وهؤلاء حفنة من الخونة.
ورغم أن بريمر كان يقف بجوار الباب في مواجهة صدام، إلا أنه لم ينظر إليه مطلقا.
بعد إعلان بريمر تفاصيل القبض على صدام، خرج محمد منيب، المحامي المصري الذي دافع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ليقول إن تصريحات بريمر بشأن القبض على صدام حسين داخل حفرة رواية كاذبة.
أوضح منيب أن صدام حسين كشف خلال إحدى زياراته له بالسجن ظروف اعتقاله، حيث أكد الرئيس العراقي الأسبق أنه كان ينام على فراشه وبجانبه رشاشه الذي لا يفارقه، مضيفا أنه استفاق من النوم على فوهات رشاشات جنود مدججين بالسلاح.
كما أشار المحامي المصري إلى أن صدام حسين ربما تعرض للتخدير من قبل أحد المتواطئين حتى تسهل عمليه القبض عليه.
بول بريمر يروي تفاصيل لقاء صدام حسين مع خمسة من مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد القبض عليه مباشرة
ماذا قال صدام لهم؟ وبمَ وصف بريمر المشهد؟ @alrougui
اشترك الآن وتابع الحلقات على #ShahidVIPhttps://t.co/9ot3xHexDA#السطر_الأوسط#MBC1 pic.twitter.com/bJ9wb73nmP
— السطر الأوسط (@Alsatr_alawsat) December 10, 2021