لاحظ العلماء أن الرجل يحمل فيروسا جديدا متحورا لم يتم الإعلان عنه من قبل. وفقا لهيئة الصحة، أظهرت عينته علامات تحور في نفس اليوم الذي نقل فيه إلى المستشفى وهو يوم 14 نوفمبر.

وفي 22 نوفمبر، تم تحميل عينة الجينوم الخاصة به في قاعدة البيانات الجينومية العالمية التي يستخدمها علماء الفيروسات حول العالم لتحليل البيانات ومقارنتها.

في نفس اليوم، لاحظ الأطباء وجود صلة بين الحالة 12388، والحالة 12404، وهو شخص لم يزر جنوب إفريقيا لكنه كان يقيم في نفس فندق “الحجر الصحي” الذي أقام فيه رجل الحالة السابقة.

بالتقصي، اكتشف العلماء، أن غرفتيهما كانتا مقابلتين في الطابق الخامس من فندق فندق ريجال إيربورت. وبمسحهما وجدوا 25 عينة إيجابية من كورونا على الأسطح ومناطق أخرى.

بينما كان المسؤولون في هونغ كونغ يحققون في حالتي فندق المطار، كان العلماء في جنوب إفريقيا يحاولون تحديد سبب الموجة الجديدة في البلاد، والتي ضربت مقاطعة غوتنغ، حيث ارتفعت الحالات من 1% من سكان المقاطعة في أول نوفمبر، إلى 6% في أسبوعين فقط.

في 12 نوفمبر، أخذ العلماء 77 عينة مختلفة، ولاحظوا غياب الجين S فيها، وهو جين موجود ومعروف في ملف تعريف جينوم فيروس كورونا، ما يعني أنه ربما يكون هناك تحور، وتم تشارك تلك المعلومات مع باقي العلماء في العالم.

وفي يوم 22 نوفمبر، تم تحميل المعلومات الجديدة على قاعدة بيانات الفيروس، فأعلن الدكتور توم بيك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن، أن هناك متحورا جديدا.

رأى عالم زميل، وهو عالم وراثة من جامعة ستانفورد، في التعليقات على تويتة بيكوك بأن الفيروس كان مختلفًا تمامًا عن سلالة ووهان الأصلية، Sars-Cov-2، وطالب بتسميته “Sars-Cov-3”.

وبعدها تم تنبيه كبار خبراء الصحة في منظمة الصحة العالمية، إلى تحذيرات الدكتور بيكوك وباقي العلماء بشأن المتحور. ثم بدأت المنظمة التحقيق فيه على وجه السرعة.

تصريحات لعلماء حول عدم فعالية اللقاحات مع المتحور الجديد وشدة انتشاره، والحمل الفيروسي العالي له، تسببت في قلق كبير بين خبراء الفيروسات في العالم بسرعة.

وبحلول صباح الخميس 25 نوفمبر، عندما قدم خبراء جنوب إفريقيا مؤتمرهم الصحفي، أصبح المدى الكامل لانتشار المتحور واضحًا، حيث تم إعلان وجود 100 حالة في غوتنغ. ومن ثم بدأت الإجراءات الدولية.. وامتد التأثير حتى وصل إلى أسواق المال العالمية.