الإسلامي منصور عباس – الملقب بصانع الملوك – يثبت مجددًا أنه “رجل إسرائيل في هذا التوقيت” بوصف هاآرتس.
في البداية سعى للتعاون مع نتنياهو في سابقة بين السياسيين من عرب إسرائيل، ثم كان حجر الزاوية في تشكيل حكومة إسرائيل الحالية ومنع الذهاب لانتخابات جديدة.
لكن مساهمات منصور عباس لم تتوقف. قال بالعبرية إن إسرائيل “دولة يهودية وستبقى كذلك وعلى الجميع خصوصًا العرب التعامل مع هذه الحقيقة”.
وحين هاجمه سياسيون عرب وفلسطينيون باعتباره “يمحو هويته وصلتهم بالأرض لم يتراجع”، بل كرر نفس التصريح بالعربية “لينفي حدوث أي سوء فهم في الترجمة مثلًا”.
فما ملابسات هذا التصريح ونتائجه؟ ولماذا يثير عباس كل هذا الجدل؟
س/ج في دقائق
لماذا لا تبدو تصريحات منصور عباس منزوعة من سياقها؟
كل تحركات منصور عباس في الشهور الأخيرة كانت تشير إلى اتجاه جديد:
أولًا: خالف نهج عرب إسرائيل القديم، وسعى للتقارب مع حكومة بنيامين نتنياهو لتأمين حصص تمويلية لأحباء العرب في إسرائيل.
ثانيًا: بتراجع حظوظ نتنياهو، كسر أحد المحرمات التاريخية، وأصبح عضوًا في الائتلاف الحاكم لإسرائيل بما اعتبر “ثورة أدخلت العرب لأروقة الحكومة بعد طول استبعاد”.
ثالثًا: قدم خطابًا مختلفًا. لم ينتقد إسرائيل أبدًا، لا بسبب العنصرية ولا القمع ولا الاحتلال، بل قدم رسائل مصالحة ملخصها: “نريد أن نكون جزءًا من الدولة”.
رابعًا: رسائل منصور عباس للاندماج في إسرائيل تجاوزت الأحزاب الدينية إلى الحريديم المتشدديين. منذ أشهر، أصدر تعهدًا نادرًا لحزب يهدوت هتوراة بتحويل 100 مليون شيكل من مخصصات القطاع العربي في الميزانية الجديدة إلى الأحزاب الحريدية لتطوير مجتمعاتهم.
خامسًا وهو الأهم: كل هذه الخطوات لم تصدر من مجرد حزب عربي، بل حزب إسلامي خرج من رحم تنظيم الإخوان، الذي يقوم خطابهم الدعائي بالأساس على إزالة إسرائيل من الوجود.
إخوان إسرائيل يتحالفون مع نتنياهو! لماذا وكيف غير منصور عباس الخريطة السياسية؟ | س/ج في دقائق
كيف يمثل تصريح “يهودية إسرائيل” أزمة للجميع؟
تصريح منصور عباس يتحدى أولًا قيادة حماس “شريكته السابقة في الحركة الإسلامية” والتي لا تعترف بحدود 67 أصلًا.
يتحدى كذلك السلطة الفلسطينية؛ باعتباره يسعي لدمج عرب إسرائيل في الدولة اليهودية التي ترفضها رام الله. هذا قد يعني “ضمنيًا” نسف حدود 67 وطرح أرضية جديدة للتفاوض تستثني “فلسطينيي الداخل”.
ويتحدى زملاءه من الأحزاب العربية في إسرائيل الذين ينقسمون بين “إزالة الاحتلال” أو الانخراط في دولة “ثنائية القومية”. لكنه يقول إن عرب إسرائيل مطالبون بإعادة تقييم مواقفهم: أما أن يصبحوا – بحكم عددهم – قطاعًا مؤثرًا في إسرائيل، “أو يقضوا مائة عام إضافية من العزلة”.
وأخيرًا، يتحدى السياسيين اليهود في إسرائيل؛ باعتباره فتح باب الأحزاب العربية في عضوية الحكومة. وإن كان بلا حقيبة حاليًا، فالأمر قد يتغير مستقبلًا.
وحتى الآن، حقق عباس هدفًا رئيسًا هو تخصيص 32 مليار شيكل (10 مليارات دولار) للمجتمعات العربية في ميزانية 2021، وهو رقم ضخم جدًا مقارنة بالتجاهل السابق.
انتخابات إسرائيل.. شرح مبسط لنتائجها .. وهل تؤدي بنتنياهو إلى السجن قريبا؟ | س/ج في دقائق
لماذا يقول عباس إنه معرض للاغتيال؟
بينما وضعته تصريحاته كـ “رجل إسرائيل الآن” بصفته “وكيلًا للتغيير الحقيقي” أكثر من قادة عرب إسرائيل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزعيم حماس يحيى السنوار، يقول منصور عباس إنه “بات خطرًا على الجميع، وكذلك الجميع خطر عليه”.
يقول عباس إن الخطر يتجاوز عرب إسرائيل والفلسطينيين الذين اعتبروه “باع القضية للصهاينة” ووضع “المكاسب الرخيصة فوق الإسلام وفلسطين”، إلى المتطرفين اليهود الذين تظاهروا ضده ووصفوه بـ “الإرهابي”.
وتوقف منصور عباس عن الصلاة في المسجد الأقصى حيث قال شقيقه إن خطوة مماثلة ستعني أنه “قد يعود لمنزله جثة”.
أعرب عن قلقه بشأن التحريض ضده وعن مخاوفه بشأن تعرضه للاغتيال، خصوصًا بعدما تجاهل الشاباك طلبات تخصيص حراسة له. لذلك، ضاعف حراسه الشخصيين بسبب ما اعتبره “تحوله إلى أخطر زعيم على معارضي السلام في فلسطين وإسرائيل”.
صفقة القرن.. تغيرات الشرق الأوسط الجذرية التي لم يدرك الفسلطينيون عاقبتها | س/ج في دقائق
وهل يمثل خروجًا عن النص في إسرائيل فعلًا؟
الإجابة في توصيف منصور عباس لنفسه: “أنا رجل الحركة الإسلامية. عربي مسلم فخور بعروبتي وإسلامي. وأنا مواطن في دولة إسرائيل يقود أكبر حركة سياسية في المجتمع العربي”.
هذا تحديدًا ما يجمع أهم العناصر التي تجعله “ورقة الجميع” بحسب معه الشرق الأوسط، فبينما يجمعه باليمين المحافظ الديني تشابه العقلية خصوصًا في القضايا الاجتماعية، يغازله اليسار باعتبارهما يتشاركان الكثير من القضايا السياسية.
وفي خطابه الأخير في الأمم المتحدة، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت إن حكومته، التي بدأت كـ “حادث سياسي”، يمكن أن تتحول إلى هدف، هو الوحدة الوطنية في إسرائيل.
هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟
منصور عباس: صانع ملوك إسلامي أم “العربي الطيب”؟ (معهد الشرق الأوسط)
موضوعات متعلقة
