وفاة رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان عن 73 عاما (marca)
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (موقع دولة الإمارات)
وفاة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (فاينانشال تايمز)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يصبح رئيسًا لدولة الإمارات (أسوشيتد برس)
وُلد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 1948، العام الذي شهد إعلان قيام دولة إسرائيل، فيما عرف بعام النكبة.
كان أكبر أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من زوجته حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، وسمي تيمنًا بجده الأكبر خليفة بن شخبوط.
بهذا النسب، انتمى لقبيلة بني ياس، أم القبائل التي استقرت في ما يعرف اليوم بـ “دولة الإمارات”.
قضى معظم طفولته في واحات العين والبريمي، وبدا ملازمًا لوالده طوال الوقت، في مهمتي تحسين أسلوب معيشة القبائل، وتأسيس سلطة الدولة،
كما ظهر بجواره دائمًا في المجالس العامة، التي كانت تعتبر حينها المدرسة الأهم لتعليم مهارات القيادة السياسية.
بهذه الخلفية، ظهر مبكرًا في التسلسل الحاكم قبل تأسيس الإمارات؛ ممثلًا لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيسًا لنظامها القانوني في أغسطس 1966، ثم وليًا للعهد في إمارة أبوظبي في 1 فبراير 1969.
حصلت الإمارات على استقلالها عن المملكة المتحدة في 1971. في أيامها الأولى كدولة ذات سيادة، اختارت الشيخ خليفة بن زايد مسؤولًا عن تنمية أبو ظبي.
ورسميًا، تولى مناصب الرئيس الأول لمجلس وزراء إمارة أبو ظبي، ووزير الدفاع والمالية، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي في 20 يناير 1974.
وعبر دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي أسسها، والتي حملت اسمه “لجنة خليفة”، قدمت الدولة الناشئة قروضًا للمواطنين بهدف بسيط جدًا سيثبت أثره لاحقًا: بناء أبراج للعدد المتزايد من الشركات والمغتربين الذين يسعون للاستفادة من الطفرة النفطية.
إن أردت أن تعرف مدى تأثير تلك الخطوة البسيطة، ستحتاج إلى نظرة على قوائم أغنى العائلات في العالم، لتجد عائلات أبو ظبي الرئيسية، التي زادت ثروتها في تلك الفترة تحديدًا.
ستحتاج كذلك إلى نظرة إلى إرث هذه الفترة في وسط مدينة أبو ظبي، الذي جري تطويره كمصفوفة شوارع على طراز مانهاتن، تصطف على جانبيها ناطحات السحاب.
شارك الشيخ خليفة في حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل. وأسس دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت في ما بعد نواة تشكيل الجيش الاتحادي، الذي عين نائبًا لقائده الأعلى في مايو 1976، بعد القرار التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
حتى 2006، شغل منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية الذي يشرف على برنامج المساعدات الخارجية الإنمائية لدولة الإمارات.
وبالإضافة للمساعدات الحكومية، تعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، حيث غطت دائرة مساعداتها أكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.
في التسعينيات، مع تدهور صحة والده، الشيخ زايد، تسلم الشيخ خليفة السلطة فعليًا. وخلال تلك الفترة، ظهر تجمع الأشقاء الستة كقوة رائدة في حكومة الإمارات، خصوصًا الشيخ محمد، ومستشار الأمن القومي الشيخ طحنون، والشيخ منصور مالك مانشستر سيتي، ووزير الخارجية الشيخ عبد الله.
ثم انتخب رئيسًا للدولة رسميًا في 3 نوفمبر 2004، وحكم إمارة أبوظبي، إثر وفاة والده، ليطلق في العام التالي مباشرة، برنامج “التمكين”، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.
استخدم بشكل متزايد ثروة أبوظبي النفطية لجذب المراكز الثقافية والأكاديمية، مثل فروع متحف اللوفر وجامعة نيويورك والسوربون.
كما أشرف على جهود تحرير الإمارات من إدمان النفط، مع استثمارات في أبحاث الطاقة المتجددة، بما في ذلك خطط لمدينة صحراوية مستقبلية منخفضة الكربون باسم مصدر.
أمر بمعاملة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب أسوة بالمواطنين، بمنحهم جنسية الدولة. وفعل دور المجلس الوطني الاتحادي، وحول اختيار نصف أعضائه إلى الانتخاب.
إدارة العلاقة مع دبي كانت أحد أهم أدوار الشيخ خليفة؛ فعلى الرغم من حجمها وثروتها، غالبًا ما كانت أبوظبي محصورة أكثر في الظل مقارنة مع إمارة دبي المجاورة الجذابة، المركز التجاري الرائد في الشرق الأوسط، والذي يعرض كلًا من الرؤى الجريئة لدولة الإمارات، وأحلامها الغامضة أحيانًا.
ضمن هذا الدور، عندما بدأت ثروات دبي في التعثر تحت أزمة الاقتصاد العالمي في 2009، قاد الشيخ خليفة جهود حماية الاتحاد، من خلال ضخ مليارات الدولارات في أموال الإنقاذ الطارئة في دبي. ولذلك أعيدت تسمية برج دبي، أطول مبنى في العالم، المكون من 163 طابقًا (828 مترًا)، ببرج خليفة.
لكن هذا لا ينفي التنافس التجاري بين الإمارتين. في 2003، كان الشيخ خليفة صاحب المبادرة لإنشاء شركة طيران جديدة لمنافسة شركة طيران الإمارات الناجحة جدًا في دبي، فظهر طيران الاتحاد للنور.
بتوليه السلطة، أطلقت أبوظبي برنامجًا ضخمًا للاستثمار والتطوير العقاري، قاده شقيقه محمد، أدى إلى تغيير العاصمة، في سعيها لمواكبة الطموحات العالمية لدبي المجاورة.
وبمرور الوقت، أصبح ولي العهد الرجل المفضل للدبلوماسيين ورجال الأعمال الأجانب. لذلك، سارت الأمور بسلاسة عندما واجه الشيخ خليفة مشكلات صحية في بداية 2014، اضطرته لتقليص الظهور العلني لأضيق الحدود.
وفق مراقبين، كان الشيخ خليفة سعيدًا بالتنازل عن هذا الدور الخارجي لأخيه. لكنه لعب دورًا كـ “ضابط أكثر حذرًا” من التطور المفاجئ في أبو ظبي، وصاحب الكلمة الأخيرة في السياسة النفطية والإنفاق العام.
وصفته برقية دبلوماسية أمريكية نشرها ويكيليكس عام 2010 بـ “شخصية بعيدة وغير كاريزمية”. لكنه شغل رقم 43 في قوائم فوربس 2018 للأشخاص الأكثر نفوذًا.
يُعتقد أنه من بين أغنى حكام العالم بثروة شخصية قدرتها فوربس في 2008 بنحو 19 مليار دولار، حيث بنى قصرًا في سيشيل، ويملك أكبر يخت في العالم من صنع الشركة الألمانية لورسن واسمه “عزام”، قيمته 600 مليون دولار.
وفي 2007 ، قدم خليفة هدية ضخمة لمجمع جونز هوبكنز الطبي في بالتيمور. لم يجر الكشف عن حجم التبرع ، لكنه وصف بأنه كان “فارقا” في مسار المركز.
وفاة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن 73 عاما (the guardian)