بدأت حكاية تويتر بتغريدة “أنشئ حسابي على تويتر” كتبها جاك دورسي في 21 مارس 2006، وانتهى عصر جاك دورسي بتغريدة أيضا يقول فيها “حان وقت رحيلي”.
بين التغريدتين، كان عهد دورسي مضطربا: من ناحية ترسخ تويتر كأهم وسيلة دعاية سياسية مجانية يتشارك فيها السياسيون مع الجمهور. ومن الناحية الأخرى، تأخر تويتر عن اللحاق بالمنافسين، أبل وجوجل وميكروسوفت، وأثر عليه سلبا ميل جاك دورسي إلى حظر الآراء التي تخالف ميوله السياسية. مما انعكس على أسهم تويتر.
والآن يأتي الرئيس الجديد لتويتر باراج أجراوال، فهل يختلف الحال؟
إنفوجرافيك في دقائق
قرارات جاك دورسي أدخلت تويتر في تجاذب سياسي بعد أن قدمت المنصة نفسها في البداية منفذا لحرية التعبير،
لكن الأخطر من هذا أن الشركة في عامها الأخير تحديدا، شهدت أسهمها تراجعا حادا، حتى وصل سعر السهم في أخر عهد دورسي إلى 45 دولار للسهم.. التشارت التالي يوضح هذا التراجع.
رويترز وبلومبرج وتايمز أوف إنديا، لاحظوا أن منافسي تويتر يحققون مكاسب أكثر بكثير. ففي السنوات الـ6 الماضية، زادت قيمة أسهم أبل 450% وأمازون 580% وألفابيت 345% وميكروسوف 640%.
وبعد إعلان الاستقالة مباشرة، ارتفعت الأسهم 9% على عكس ما يحدث عادة عندما يستقيل رئيس شركة، حيث تحدث اضطرابات في أسعار أسهمها سلبا ولو لفترة قصيرة.
بجانب تراجع الأسهم هناك المشاكل الداخلية، صحيح أن جاك دورسي أسس تويتر لكن شركاء له قاموا بإزاحته من الإدارة في 2008 بعد عامين فقط، وعندما عاد في 2015 لم يتمتع عصره بهدوء إداري أو سياسي.
أسهم تويتر تراجعت بحدة خلال مثول دورسي أمام الكونجرس في 2018، للإدلاء بشهادته حول أنشطة حجب أراء سياسية بعينها، عادة من المحافظين، وأيضا التلاعب في نوعية المنشورات التي يراها المستخدمون حسب اتجاهاتهم السياسية.
ناهيك عن حذف حساب دونالد ترامب وهو رئيس الولايات المتحدة، وأيضا تسريب فيديو لجاك دورسي وهو يقول إن الحملة مستمرة لقمع حسابات المحافظين.
وخارج أمريكا، هناك مشاكل مع الحكومة الهندية التي نفذت غارة على مكتب تويتر، بعدما قام الموقع بالترويج لحسابات مؤيدة لمظاهرات ضد الحكومة في ما يعرف بمظاهرات المزارعين 2021.
الصحف الهندية سعيدة برئيس تويتر الجديد باراج أجراوال، الذي يعد أحدث الأسماء الهندية التي تتولى قيادة شركة من عمالقة وادي السيليكون.
لكن وسائل إعلامية أمريكية على غرار صحيفة فيدراليست، حذرت من أن أجراوال ليس مختلفا كثيرا عن دورسي؛ فهو أتى للمنصب بمباركته، وترى أن تويتر ليس ملتزما بالمادة الرابعة من القانون الأمريكي، التي تحظر “عمليات التفتيش والمصادرة غير المعقولة” وليس ملتزما كذلك بمبدأ حرية التعبير عن الرأي. أي أن المجال لا يزال مفتوحا لمزيد من الرقابة والحظر.