كأحد أهم وكلاء إيران في منطقة الهلال الشيعي، لعب حزب الله دورًا مهمًا في توطيد نفوذ طهران في لبنان.
لكن دوره بدأ في التصاعد من مجرد تابع إلى ذراع قيادة لنشاطات إيران في الشرق الأوسط منذ 2014، قبل أن يتوسع أكثر بعد اغتيال قاسم سليماني، ليرث القيادة المباشرة في أكثر من دولة.
تتجلى مغامرات حزب الله الإقليمية بوضوح في قواته المنتشرة في سوريا وأماكن أخرى، وتدريب وكلاء إيران في عدة مناطق بينها الخليج، وإدارته أنشطة التمويل غير المشروعة في أنحاء المنطقة وخارجها، بخلاف إدارة المشتريات وعمليات الاستخبارات والسيطرة في الإنترنت ونشر المعلومات المضللة.
معهد الشرق الأوسط في واشنطن يعتبر أن هذه العوامل مجتمعة تؤكد على حجم ونطاق نهج حزب الله الشامل في التحول من ميليشيا لبنانية إلى لاعب إقليمي يتصرف بأمر من إيران.
س/ج في دقائق
كيف أعاد اغتيال سليماني ترتيب دور حزب الله؟
بعد اغتيال قائد فيلق القدس في حرس إيران الثوري، قاسم سليماني، في يناير 2020، ورث حزب الله دورًا قياديًا أكبر في تنسيق أنشطة شبكة وكلاء إيران الواسعة نيابة عن الحرس الثوري.
أدوار حزب الله أثناء وجود قاسم سليماني التي توسعت بعد اغتياله تشمل:
1- عمليات الانتشار العسكري بمستوياتها في الشرق الأوسط.
2- تدريب الميليشيات المحلية في دول الهلال الشيعي.
3- جهود بناء القدرات التي تركز على الأسلحة ونقل التكنولوجيا.
4- قيادة جهود الدعاية وانشر المعلومات المضللة، وشن الحملات الإلكترونية، وتدريب وكلاء إيران على استخدامها.
5- تدبير التمويل عبر الأنشطة المالية غير المشروعة.
6- جهود جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة قبل العمليات في المنطقة.
سوريا هي الالتزام العسكري الأكثر أهمية لحزب الله منذ مايو 2014، حين أعلن قائد الحرس الثوري تشكيل “حزب الله الثاني”.
يشمل الدور نشر 10,000 مسلح من عناصر حزب الله على الأرض، وتدريب وقيادة ميليشيات إيران – المحلية من سوريا، والوافدة من العراق وباكستان وأفغانستان وغيرها، والاشتباك مباشرة في جولات القتال الأعنف.
2- العراق:
انتقلت قيادة ميليشيات العراق من الحرس الثوري إلى حزب الله بعد شكاوى من برنامج التلقين الديني المتضمن في برامج التدريب الإيرانية، والتي كان يدرسها رجال دين لا يجيدون العربية.
وأرسل حزب الله مدربيه الأكثر مهارة إلى العراق منذ 2014، حين أبدى حسن نصر الله استعداده للتضحية بخمسة أضعاف قتلاه في سوريًا؛ باعتبار أن مزارات العراق “أهم بكثير” من مثيلاتها في سوريا.
وأنشأ حزب الله الوحدة 3800، المخصصة لدعم الميلشيات الشيعية العراقية التي تستهدف القوات متعددة الجنسيات.
وخلص تقرير أسترالي إلى أن أنشطة حزب الله تتجاوز الإشراف العملياتي أو تدريب الشيعة المجندين في ميلشيات وكلاء إيران، إلى التورط المباشر في اغتيالات وخطف وتفجيرات.
3- اليمن:
المهمة الأصغر، لكنها ليست أقل فاعلية؛ إذ نشر حزب الله عناصر بارزة في اليمن لتدريب الحوثيين في دورات عسكرية مكثفة ولأإمداد التنظيم بالعتاد، وتوفير ما يلزم من عناصر الحزب للمشاركة في المعارك الأهم، وبينهم أبو علي الطبطبائي، وفق الخارجية الأمريكية.
أشرف آخرون، مثل خليل حرب، قائد العمليات الخاصة السابق في حزب الله، على أنشطة اليمن، خصوصًا دائرة تحويل الأموال، بالتنسيق مع طهران.
الخليج:
وفق معهد الشرق الأوسط، يتولى حزب الله مسؤولية تدريب المسلحين الشيعة في الخليج، خصوصًا البحرين والكويت.
لماذا توسع دور حزب الله في الأنشطة المالية غير المشروعة؟
في عهد دونالد ترامب، تأثرت قدرة إيران على تمويل أذرعها العسكرية وأنشطة وكلائها تخت وطأة العقوبات التي تزامنت مع أحداث أخرى قللت من ميزانية طهران، مثل انخفاض أسعار النفط.
ثم تولى حزب الله أدوارًا إضافية في إدارة مخططات مالية غير مشروعة تهدف للتهرب من العقوبات، وتمويل الحرس الثوري نفسه، أو حلفاء ووكلاء إيرانيين رئيسيين مثل نظام الأسد وحماس والحوثيين والميليشيات العراقية.
في سبتمبر 2019، أفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن حزب الله شارك الحرس الثوري في 2018 نقل الحرس الثوري بعمليات تهريب نفط تتجاوز مئات الملايين من الدولارات أو أكثر من خلال شبكة شحن غير مشروعة لصالح نظام الأسد، وحزب الله، والجهات الفاعلة الأخرى.
وفي يونيو 2021، أدرجت الوزارة رجل الأعمال الحوثي المقيم في إيران سعيد الجمل، ضمن قائمة العقوبات، بسبب إدارته لشبكة شركات تمويل يديرها بالتنسيق مع حزب الله لإرسال ملايين الدولارات لدعم الحوثيين.
أليس غريبًا أن يتفوق حزب الله على إيران في تهريب السلاح؟
بالنظر لتاريخ حزب الله الطويل في تهريب السلاح، ليس مفاجئًا أن يضاعف حزب الله دوره العملياتي في شراء الأسلحة لنفسه ولغيره من وكلاء إيران.
التوسع بدأ بالشراكة مع إيران في سياق الحرب الأهلية السورية. وبحلول أوائل 2015، كشفت تحقيقات إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بعض أنشطة حزب الله لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، تُستخدم لشراء أسلحة.
وكشفت عملية سرية لمكتب التحقيقات الفدرالي أن شبكات مشتريات حزب الله نضجت لدرجة أن إيران نفسها كانت تسعى للاستفادة من قدرة حزب الله على الوصول إلى الأسلحة والسلع الخاضعة للعقوبات لتلبية احتياجاتها المباشرة.
وانتهزت إيران أيضًا الفرصة لاستخدام شبكات حزب الله لصالح بعض وكلائها الآخرين أيضًا، وبينهم الحوثي.