قرار مصر التحول إلى مركز إقليمي للطاقة صدر مع بداية الألفية الجديدة. وكانت تركيا حينها جزءًا من مشروع كبير بدأ بتدشين “خط الغاز العربي” لتصدير الغاز المصري إلى أوروبا عبر خط يربطها بالأردن وإسرائيل، ثم إلى سوريا وتركيا حتى أوروبا.
لكن اندلاع أحداث 2011 في مصر والمنطقة عطل المشروع كما نشرح عبر الرابط التالي:
مصر نفسها تأثرت بالأحداث. بدلًا من أحلام التحول إلى مركز إقليمي عانت القاهرة من أزمة عجز. استمر التدهور خلال سنة حكم محمد مرسي. تغير الحال مع 30 يونيو وبدأ إحياء الخطة القديمة.
ضمن الخطة، أطلقت مصر منتدى غاز شرق المتوسط، وعززت علاقاتها مع إسرائيل في ملف الطاقة بصفقة 20 مليار دولار، تشمل كونسورتيوم من نوبل إنرجي الأمريكية، وديليك دريلنج الإسرائيلية، ودولفين هولندجز، والذي بدأ ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر في يناير 2020.
كيف حدث التحول؟ ولماذا وصفنا إعلان تدشين منتدى غاز شرق المتوسط، الذي نشرته الصحف المصرية حينها على عدة أسطر بـ “خبر صغير في الجرائد وتطور كبير في السياسة”؟ هذا ما تجدونه عبر الرابطين التاليين:
في خضم تطورات 2011، كانت أهمية طاقة شرق المتوسط تتكشف. تركيا كانت تحاول استغلال انشغال مصر بنفسها لترسيخ وجودها غير القانوني في المنطقة، لكن العودة المصرية أربكت الحسابات، ليبدأ صراع بين 3 خطوط غاز. لخصناها في مقطع فيديو مبسط في دقائق عبر الرابط:
ليبيا كانت ساحة المواجهة الأهم بين مصر وتركيا.
السيطرة على ليبيا بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود “غير المستندة على أساس” بين أردوغان وحكومة فايز السراج تعني أنه لم يعد أمام إسرائيل إلا منح تركيا شارة النصر في معركة الغاز. لكنها كانت كـ “قشة اليائس”.
هنا تحديدًا أهمية مضافة لاتفاقات أبراهام للسلام بين دول الخليج وإسرائيل التي اختارت ألا تغامر بخسارة تحالفاتها الجديدة الأهم لإرضاء أردوغان. كل ذلك نلخصه عبر الروابط التالية:
لكن المعركة توسعت. قوى دولية كبرى انضمت للصراع. فرنسا لاحقت تركيا في شرق المتوسط. وأمريكا دخلت على الخط بمشروع قانون مشترك بين حزبي الجمهوريين والديمقراط يعاقب تركيا على تحركاتها في المنطقة. وحتى اليونان العجوز هزمت فخر البحرية التركية في معركة “مرت في الزحام”. كل ذلك شرحناه في دقائق عبر الروابط:
حاول العثمانيون الجدد تصوير أي إنجاز وكأنه خسارة. لكن ما فاتهم أن خريطة الطاقة في المنطقة ككل تتغير عبر إعادة تنظيم حصة كل طرف.
الموضوع قد يبدو معقدًا. كيف يعني مثلًا أن تنقل الإمارات نفطها إلى أوروبا عبر إسرائيل دون الحاجة لقناة السويس أن مصر لن تخسر؟
هنا في دقائق، شرحنا كيف تتغير خريطة الطاقة في الشرق الأوسط، وما مكاسب وخسائر كل طرف عبر الروابط التالية:
حتى السلطة الفلسطينية وضعت قدمها في المعادلة بالانضمام إلى منظمة غاز شرق المتوسط ثم الاتفاق الجديد بين مصر وإسرائيل على تطوير حقل غاز غزة مارين. ليبقى لبنان الخاسر الأكبر.
مع ذلك، الفرصة قائمة حال ترسيم الحدود مع إسرائيل، كما شرحنا عبر الرابطين التاليين: