اعتقلت السلطات في المغرب، الصحفي سليمان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة ”أخبار اليوم“؛ وتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي.
حدث ذلك على خلفية شكوى تقدم بها ضده شاب يتهمه من خلالها بمحاولة الاعتداء الجنسي عليه واغتصابه.
المدعي تعرّف على المتهم في مدينة الدار البيضاء بحكم عمله في مجال التصوير
قال الشاب إن ”الريسوني“ استدرجه إلى غرفة النوم في منزله الخاص (منزل الزوجية) وحاول هتك عرضه بالقوة، إلا أنه قاومه،
الواقعة كما تحدث عنها المدعي تعود إلى 2018، وخشي حينها الإبلاغ، على حد قوله، لكونه مثليًا، وأن تصريحاته ستجر عليه الويل.
سليمان الريسوني يرأس صحيفة أخبار اليوم المغربية، التي شهدت سلسلة من الفضائح المتلاحقة
صحيفة أخبار اليوم المغربية إحدى أوسع الصحف انتشارا في المغرب. رئيس تحريرها السابق هو توفيق بوعشرين، وهو صحفي قدم نفسه على أنه مستقل، لكنه كان محسوبا على طائفة من الكتاب والصحفيين المدعومين من قبل "التحالف العثماني" في الفترة التي واكبت أحداث ٢٠١١
لم تخف الصحيفة ميولها. مع إسقاط نظام الإخوان في مصر، حرضت الصحيفة باتجاه مقاطعة المغرب للنظام الجديد في مصر "الانقلابي بحسب وصفها".
قطر نالت دعمًا بلا حدود من صحيفة بوعشرين التي تحولت إلى بوق ضد رباعي مكافحة الإرهاب المقاطع لقطر.
داخليا: لمع نجم توفيق بوعشرين في أعقاب أحداث ٢٠١١ بسبب لغته الثورية المعارضة
وأعلنت الصحيفة الحرب على "الدولة العميقة" بالهجوم المتواصل على أجهزة الأمن والقضاء؛ تسهيلًا لسيطرة الإسلاميين على مفاصل الدولة.
مثلت الصحيفة ظهيرا إعلامية لحكومة العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بنكيران
فتح بوعشرين أبواب الصحيفة لأحمد الريسوني، الذي كان حينها نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لإخوان المغرب.
وتحت إدارة توفيق بوعشرين، عملت هاجر الريسوني، ابنة شقيق القطب الإسلامي الكبير.
في فبراير 2018، اعتقلت السلطات المغربية بوعشرين على خلفية شكوى تقدمت بها سيدات اتهمته باستغلالها جنسيًا، وتوالت الشهادات والأدلة التي شملت مقاطع فيديو قدمت في المحكمة، وتواتر شهادات من عدة مصادر. ولم تأخذ المحكمة بدفاع المدعى عليه الذي اتهم القضية بالتسييس.
عوقب بوعشرين بالحبس 15 عامًا، وسط إدانة من الإخوان والمؤسسات المحلية والدولية التابعة لهم أيضا بتسييس القضية.
محامي بوعشرين كان البريطاني رودني ديكسون، المعروف بارتباطاته بقطر وتنظيم الإخوان المسلمين والمدافع عن قضاياهم المتعلقة بالإرهاب عالميًا.
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يديره عزمي بشارة، شكك في مصداقية الأمن المغربي الذي اتهمه بتلفيق الأدلة.
بعد إدانة بوعشرين .. تولى سليمان الريسوني رئاسة أخبار اليوم
الآن، لم يعد خليفته فقط في المنصب، بل خليفته في الملاحقة لقضايا جنسية. سليمان الريسوني لا يزال متهما.
اسم الريسوني لم يستدع فقط القضايا التي لاحقت أخبار اليوم.. بل استدعى القضايا التي لاحقت عائلة الريسوني أيضا
أحمد الريسوني، الذي خلف القرضاوي في قيادة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تضامن مع بوعشرين ، واتهم الضحايا باغتصاب "الصحفي اللامع" في أمنه وعِرضه وحريته وكرامته ومهنته عبر قضية سياسية "فوق عادية"
هاجر الريسوني سارت على نهج عمها، وألقت بثقلها خلف رئيسها في العمل، توفيق بوعشرين، واتهمت الشاكية بتلفيق الاتهام ، بالتزامن مع حملة إعلامية وإلكترونية ممنهجة لتشوية سمعة الشاكيات، وفي مقدمتهن نعيمة لحروري.(في المقالات الملحقة مقال من الصحفية نعيمة لحروري حول هذه الأزمة وموقف هاجر الريسوني منها)
لكن هاجر الريسوني نفسها صارت بطلة القضية التالية
في 31 أغسطس/ آب 2019، ألقت السلطات المغربية القبض على هاجر الريسوني بتهم إقامة علاقة جنسية دون زواج شرعي، والإجهاض (المجرم قانونا في المغرب)، والفساد.
قالت الريسوني إنها متزوجة بقراءة الفاتحة.
وقالت السلطات المغربية إن الاختبارات الطبية أثبتت وقوع الإجهاض، وسط تشكيك من الإخوان وجهازهم الإعلامي والحقوقي. ونالت هاجر الريسوني حكما بالحبس سنة بسبب الإجهاض بلا داع طبي في سبتمبر ٢٠١٩، قبل أن يصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس أمرا ملكيا بالعفو عنها الشهر التالي.