في اعتصام النبطية، حملت بادية لافتة أبدت فيها أمنيتها برؤية إياد. المحتجون نقلوا القصة، حتى وصلت إلى منصة الاعتصام المركزية.
بالفعل ترى بادية نجلها لأول مرة من ١١ عامًا، تقول إنه بدا خائفًا ومرتبكًا. رفض تقبيل والدته؛ لأن ابنة عمه كانت بجواره.. أخذته بعيدًا وانصرفت.
بادية طلبت الطلاق من زوجها حين تزوج بأخرى.. حصلت على ما أرادت، لكن الثمن كان حرمانها من رؤية طفليها للأبد.
لافتة بادية شجعت أخريات على رفع لافتات مماثلة في التظاهرات التي اندلعت في المناطق الشيعية تحديدًا، لكن لم يصلن لنفس النتيجة.
مأساة بادية والأخريات "وكلهن شيعيات" تبدو بلا حل منذ سنوات بحكم الدستور اللبناني الذي ينص في مادته التاسعة على أن الدولة "تضمن للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام أحوالهم الشخصية".
الطوائف في لبنان تحتفظ بحق التشريع ذات العلاقة بالدين. المادة الثالثة من قانون تنظيم شؤون الطائفة الشيعية رقم 72/67 تجعل استطلاع رأي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلزاميًا في مشاريع القوانين العائدة إلى الشؤون الدينية للطائفة كالأحوال الشخصية وغيرها.
تنتظر اللبنانيات الشيعيات تغييرًا حقيقيًا في واقع الحضانة والرؤية التي يفرضها الفقه الجعفري الشيعي في المحاكم الجعفرية.
الأحكام الجعفرية تمنح الأم حق حضانة أطفالها فقط حتى سن الثانية للذكر والسابعة للأنثى، بعدها يكون الأب أحق بحضانة طفله، على أن يسلم الطفل لجده أو لعمه إذا كان الأب متوفيًا تحت بند ولاية الجد أو العم الجبرية.
العقل والأمانة على سلامة الولد شرط للحضانة.. شرط تقول لبنانيات إن الشيطان يكمن في تفاصيله.
سياسيًا، بقي الملف مغلقًا لسنوات، لكن يوليو/ تموز الماضي كان نقطة تحول..
القيادي في حزب الله نواف الموسوي أجبر تنظيميًا على الاستقالة من مجلس النواب حين اقتحم مركز شرطة دفاعًا عن ابنته بوجه طليقها الذي ربح قضية حضانة ابنته بحكم صادر عن المحكمة الجعفرية.
"أنا نائب ومسؤول ولم أستطع حماية ابنتي"، يقول الموسوي في مجلس النواب قبل الواقعة، بينما تكمل الصورة تقارير صحفية تحدثت عن طليق ابنته الذي ينتمي لعائلة أكثر نفوذًا، لتتساءل اللبنانيات عن أحوال بنات الأسر العادية.
النائبة عناية عز الدين– من حركة أمل للمفارقة – حاولت بعدها كسر الصمت الرسمي الشيعي داخل مجلس النواب. حرصت على تأكيد "التزامها الديني". ألقت باللوم على "التطبيق الخاطئ والممارسات الملتبسة"، قبل أن تطالب بتغيير الواقع.
رئيس المحاكم الجعفرية في لبنان محمد كنعان هدد الدولة إن فكرت في التدخل؛ كون تحرك مماثل يعني "حل العقد الموقع بينها وبين الطوائف بما ينسف الوطن بأكمله".
يرى كنعان أن "الدولة بتأديتها فروض الإجلال لله أخرجت نفسها من علمانية ملحدة إلى علمانية مؤمنة"، مضيفًا أن "الشيعة دخلوا المجتمع اللبناني بناءً على التزام نص المادة التاسعة" بمعادلة "أمن السلطة التنفيذية مقابل أمن الخصوصية الثقافية"، وأي إخلال يعني حلًا من الالتزام بالعقد الاجتماعي.
ونصح كنعان المطالبين بأحكام مدنية بالخروج من الطائفة الشيعية.
قصة بادية هاني فحص:
لبنان: بثرة على بشرة .. بين نصر الله وعون والحريري .. هل يريد الشعب إحياء النظام | خالد البري
ما لم تنجح فيه الحرب الأهلية.. أزمة الدولار تضرب لبنان والأسوأ لم يأت بعد | س/ج في دقائق
انهيار العهد الجديد.. من الفاعل الحقيقي في أزمة لبنان؟ | س/ج في دقائق
هاجر الريسوني فضحت خبث إخوان المغرب ومن والاهم | نعيمة لحروري
أكبر من سفر النساء. إصلاحات بن سلمان: حجمها؟ المستفيدات؟ المعارضون؟ | س/ج في دقائق