التحقيق ظهر في صنداي تايمز ونقدمه موجزا في
ليزا فوربس نائبة عمالية فازت للتو في انتخابات بيتربرة الفرعية لوراثة مقعد سلفها العمالية أيضًا فيونا أوناسيا، المدانة بتضليل العدالة لتجنب تهمة تقطيع وفرز الكوكايين.
أبدت فوربس إعجابها بمنشورات تتهم رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة تيريزا ماي بدعم "أجندة الأسياد الصهيونية"، تلتها بـ"لايك" لمنشور آخر يتهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي بتأسيس تنظيم داعش الإرهابي.
المقولتان رائجتان في أوساط المسلمين، وبعض متطرفي اليسار. فأيهما كانت النائبة العمالية، عن الدائرة ذات الوجود المسلم النشط، ترضيه؟!
انتقدت المجموعات اليهودية في بريطانيا سلوك النائبة الإلكتروني.
قالت فوربس إنها ضغطت زر الإعجاب بالخطأ تضامنًا مع ضحايا أحداث نيوزيلندا، وأبدت المجموعات اليهودية استعدادتها لمقابلتها.
لكن مواقع محلية ارتابت في الأمر، و فتحت ملف انتخابات بيتربرة بالفعل بالنظر لتاريخ الدائرة. وبالنظر إلى أن تلك الانتخابات بالذات حسمتها النائبة بأقل من ٧٠٠ صوت. بالإضافة إلى معلومات أخرى تثير الريبة.
في الانتخابات الأخيرة، لم يتجاوز عدد الأصوات 33,998 صوتًا، منها 9,898 صوتًا وصلت بالبريد (حوالي 28%)؛ أعلى من معدل الانتخابات العامة 2017 البالغ 24٪ والمعدل الوطني 21.6٪
تزامن هذا مع تشجيع نشطاء حملة حزب العمال الانتخابية على استخدام هذه الآلية بدلًا من الحضور لمراكز الاقتراع.
عدد الأصوات البريدية الواردة من مناطق يقطنها باكستانيون، كانت مرتفعة إلى حد كبير.. الأعلى في تاريخ بيتربرة.
الأغرب أن لجنة الانتخابات رفضت 400 بطاقة تصويت بريدي لأن التوقيع أو تاريخ الميلاد - أو كليهما – لم يكن مطابقًا للسجلات الرسمية!
ثغرة نظام التصويت البريدي ليست جديدة في بريطانيا. الاتهامات دائمة، والمتهم بالاستفادة في كل مرة هما حزب العمال والمسلمين.
يبدأ المخطط برصد الممتنعين عن التصويت، وتسجيلهم دون علمهم على النظام الانتخابي بعناوين سكن تابعة لنشطاء خلية التزوير. ترسل لجنة الانتخابات بطاقات التصويت على العناوين المسجلة، فتسودها العصابة لمرشحي حزب العمال.
تتحدث تقارير محلية عن تفصيل أخرى يتورط فيها سعاة بريد متعاونين مع الخلية، لتصل البطاقات إلى مراكز حزب العمال. يجري فرزها، لتصل بطاقات انتخاب مرشحي الحزب فقط إلى لجنة الانتخابات.
لكن الأهم أن بيتربرة تاريخًا طويلًا من شكاوى الاحتيال الانتخابي. تحول في عام ٢٠٠٨ إلى قضية إدانة. الآن سنكتشف مزيدا من المفاجآت.
في 2008، تحدثت "التايمز" عن "أكبر عملية تزوير انتخابات منذ العهد الفكتوري" أوصلت 6 مسلمين لمقاعد في أكبر سلطة محلية في بريطانيا.
في نفس العام، نقلت "ديلي تلغراف" فضيحة التزوير عن مفوض الانتخابات ريتشارد ماوري، لكن الحكومة رفضت الإقرار بوجود مشكلة في النظام نفسه.
وصل الأمر إلى المحكمة، لتكتشف تزويرا في كلا الحزبين، لكن المدانين جميعهم ينتمون إلى الأقلية المسلمة، المؤثرة في بيتربرة.
حينها، أدين طارق محمود، أمين حزب العمال في بيتربرة بالتورط في مخطط تزوير في انتخابات مجلس المدينة في 2004، وقضى 15 شهرًا في السجن.
العمدة العمالي السابق محمد شودري ومرشح الحزب مقبول حسين حصلا على حكم أخف!
نشطان مسلمان آخران ينتميان إلى حزب المحافظين أدينا.
المفاجأة فأن طارق محمود، بعد خروجه من السجن، شارك مرة أخرى في حملة فوربس كما شارك في حملة النائبة السابقة.
أبلغ سكان محليون عن خلية باكستانية يقودها محمود تشن عمليات تخويف ضد الناخبين، تشمل إهانات لفظية أو الرشق بالبيض ضد متطوعي الأحزاب المنافسة، ووصلت أحيانًا للاعتداء الجسدي.
شهود آخرون أبلغوا عن حشد الخلية لمجموعات كبيرة من الأوروبيين الشرقيين وشبان بريطانيين إلى مراكز الاقتراع في باصات (!!!!) لانتخاب العمال مقابل مبالغ مالية، قيمتها عشرة جنيهات استرلينية للفرد الواحد.
مواقع محلية نقلت عند شهود عيان من المجتمع الباكستاني في بيتربرة "أقرت أنهم من ناخبي المحافظين" قولهم إن أئمة المساجد في المدينة لم يأمروا أتباعهم فقط بالتصويت للعمال، وأنما شاركوا شخصيًا في تسويد بطاقات التصويت البريدي للعديد من المسلمين المحليين.
وظهرت فوربس وزعيم العمال جيرمي كوربين في مسجد محلي تحدثا داخله للمصلين.. إمام هذا المسجد هو صهر طارق محمود، بحسب الديلي ميل!
طارق محمود ، 51 عامًا، وهو بائع لوحات أرقام ومالك سابق لشركة سيارات الأجرة نفى مشاركته في حملة ليزا فوربس.
حزب العمال نفسه نفى أي علاقة بطارق: "لم يكن لطارق محمود أي دور في حملتنا"
. شاز نواز، زعيم العمال في بيتربرة نفى أيضا، لكن فيسبوك كشف كل شيء.
نواز ظهر في صور احتفالية مع محمود بعد فوز فوربس، التي تفاعلت بزر "لوف" معها جميعًا.
عبر منشورات أخرى، وصف نشطاء حزب العمال محمود بـ"العقل المدبر" و"الرفيق الذي لا يكل" و "قلب الحزب في بيتربرة".
محمود ظهر أيضًا في فيديو جمعه بفوربس وكوربين قبل أيام من التصويت.
والشهر الماضي، تفاخر محمود بنشاطه الحزبي المتواصل و"قلمه السحري"؛ وهي حيلة ملتوية استخدمها لإجراء استطلاعات ما بعد التصويت وتقييم الإقبال في كل شارع باستخدام نموذج رسمي لحزب العمال قبل ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.
بعد تسرب الصور والمقاطع، تغير دفاع طارق محمود..
قال إن أنصار البريكست يزعمون تورطه لأنهم يخافونه، وزعم أنه التقى كوربين لفترة وجيزة لتعريفه بمجتمع الأعمال المحلي خلال جولات الدعاية، لكنه لم يكن يعلم مسبقًا أنه سيزوره.
وعن قلمه السحري قال محمود: أنا جيد في الرياضيات. ما الخطأ فى ذلك؟"
رغم نفي العمال مشاركة طارق محمود المدان سابقا بالتزوير، يكشف تحقيق صنداي تايمز أن طارق محمود:
* شارك في حملة طرق أبواب مكثفة مع النائبة فوربس وخمسة من أعضاء البرلمان على الأقل في سنترال وارد.
* قاد حملة ضخمة لشراء الأصوات الانتخابية وتسويد البطاقات البريدية.
* رافق كوربين خلال جولته في المساجد والمراكز المجتمعية قبل التصويت.
* أمضى يوم الانتخابات عند مدخل مركز الاقتراع المحلي.
النتيجة: كانت منطقة محمود هي الأعلى في التصويت البريدية في الدائرة الانتخابية، واحتفظ العمال بالمقعد النيابي بفارق محدود.
فيش جيت | فضيحة يوتيوبر نباتية شهيرة: أنقذت نفسي وخدعت ٣ ملايين متابع! | الحكاية في دقائق
إليزابيث هولمز.. نصبت على أباطرة وادي السيليكون وأسقطتها صحيفة | الحكاية في دقائق
الحكاية في دقائق: مشرد وزوجين و400 ألف دولار ومشاعر حلوة.. الإغواء الأخير
س/ج في دقائق: ما علاقة الكرملين بالفيديو “النسوي” الأكثر انتشارًا عبر السوشال ميديا؟