تقول التايمز إن قطر تتبع استراتيجية دبلوماسية مزدوجة للاستفادة من انفتاح اقتصاد بريطانيا على الاستثمار الأجنبي المباشر:
الاستحواذ على عقارات مميزة في لندن، وحصص كبيرة في الشركات البريطانية، بما في ذلك الخطوط الجوية وسينزبري.
استغلال نظام بريطانيا المصرفي لتقديم خدمات مالية لمؤسسات إسلاموية تروج لأيديولوجية معادية للغرب.
أحد أهم كيانات الاستثمارات القطرية في بريطانيا هو بنك الريان؛ أقدم وأكبر بنك إسلامي في البلاد.
يخضع البنك لقواعد هيئة مراقبة السلوك المالي وهيئة بنك إنجلترا للتنظيم التحوطي، وهو البنك الإسلامي الوحيد في بريطانيا الحاصل على تصنيف موديز الائتماني، ويستوفي جميع المتطلبات التنظيمية والقانونية للعمل في البلاد. وتقول التايمز إنها لا تزعم أن البنك أو أيًا من مديريه قد انتهكوا قوانين بريطانية.
مع ذلك، كشف تحليل أجرته التايمز مع مركز الاستجابة للتطرف والإرهاب في جمعية هنري جاكسون لسجلات بنك الريان المتاحة للاطلاع العام، كشف أن قائمة عملائه تشمل 15 منظمة إسلاموية، بينها مجموعات ضغط وجمعيات خيرية ومساجد وممولو قنوات تليفزيونية تترابط أهدافها مع التنظيم الدولي للإخوان. هذه المنظمات لديها الحق في العمل بشكل قانوني في بريطانيا، لكن بعضها تعرض مثير للشكوك والاتهمامات، وبعضها أغلقت حساباتهم أو جمدت في بنوك باركليز وإتش إس بي سي ونات ويست ولويدز.
أربع من تلك المنظمات تخضع لتحقيقات هيئة الجمعيات الخيرية في بريطانيا، واثنتان أخريان لتحقيقات أوفكوم (هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا).
قبل تعيينه عضوًا في الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، قال النائب عن حزب المحافظين زاك جولدسميث إن دعم قطر “المخزي” للمتطرفين في الشرق الأوسط موثق كليًا، مطالبًا الحكومة بالتصرف بسرعة وحسم، وإخضاع استثمارات قطر في البلاد لفحص دقيق، “إذا كانت تستخدم ثروتها وامتدادها العالمي لتسهيل التطرف في بريطانيا”.
وتعهد نائب عن حزب المحافظين بإثارة المسألة مع وزيرة الداخلية بشكل عاجل.
جون جنكينز، سفير بريطانيا السابق في سوريا والعراق وليبيا والسعودية، اتهم قطر بالترويج المنتظم للرؤية الإخوانية، بما ساعد على تطبيع الخطاب الإسلاموي القائم على أيديولوجية ثورية تعارض المبادئ الأساسية لليبرالية بريطانيا.
ديفيد روبرتس، المدير السابق لمكتب قطر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة يرى أن قطر – عكس جيرانها – تملك رفاهية دعم التنظيمات الإسلامية خارجها؛ كونها “ليست قلقة من إمكانية انتقال أنشطتهم الفوضوية إلى داخل الإمارة”.
بول ستوت، مدرس الدراسات الدولية والدبلوماسية في جامعة لندن، وزميل باحث في مركز جمعية هنري جاكسون للتطرف والإرهاب، الذي حقق في بنك الريان، يقول إن قطر “لديها رؤية واستراتيجية يبدو أنهما تشملان زرع تفسيرها الخاص للإسلام في بريطانيا والغرب “.
جناح العمل الخيري للمنتدى الإسلامي في أوروبا.
تصفها التايمز بـ "منظمة إسلاموية غير عنيفة لكنها متطرفة"، تسعى لإنشاء نظام سياسي واجتماعي إسلامي في أوروبا.
وصفها وثائقي بثته القناة الرابعة بالمتطرفة والأصولية. رفعت المنظمة شكوى من الأوصاف التي وردت في الوثائقي لكن أوفكوم رفضتها، وقالت إن تلك الأوصاف "كانت مدعومة بمقاطع مسجلة أو اقتباسات فعلية".
يقودها ذاكر نايك لتدبير التمويل لمنبره الشخصي "قناة السلام" التي يمكن مشاهدتها في بريطانيا رغم حظر نايك من دخول البلاد منذ 2010.
يقول نايك إن رسالته تحمل "الحقيقة والوئام والسلام للبشرية جمعاء"، ويقول مصدر قريب من القناة إنها "مكرسة لتعليم المسلمين دينهم بطريقة متوازنة ومسؤولة".
لكن مالكها يمدح أسامة بن لادن وينصح كل مسلم بأن يكون إرهابيًا، كما فتح القناة لعرض آراء المتشددين، وبينهم هيثم الحداد وعبد الرحيم جرين وبلال فيلبس.
وقضت أوفكام الشهر الماضي أن أربعة من برامج تلفزيون السلام انتهكت قواعد البث عبر التحريض على الجريمة، وخطاب الكراهية، وارتكاب الانتهاكات.
كان في التسعينيات معقلًا لأبو حمزة المصري، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بتهم الإرهاب.
أُغلق المسجد، ثم أعيد افتتاحه في 2005 تحت قيادة مجلس أمناء من الرابطة الإسلامية في بريطانيا، التي تربطها صلات أيديولوجية وثيقة بجماعة الإخوان .
أحد الأمناء حتى نوفمبر الماضي كان محمد صوالحة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والذي وُصف ضمن قضية نظرتها محكمة أمريكية كقائد عسكري سابق قاد أنشطة إرهابية في الضفة الغربية في أوائل التسعينيات.
أغلق بنك إتش إس بي سي حسابه في 2014، فاتهمه المسجد بنشر الإسلاموفوبيا. ويقول المسجد إنه جمعية خيرية بريطانية وينفي أي علاقة مع حماس.
محظور في الولايات المتحدة منذ 2003 بناءً على اتهامات بتمويل حماس تنفيها المؤسسة باستمرار.
في 2015، صنفت مراجعة الحكومة البريطانية المؤسسة كجزء من البنية التحتية لجماعة الإخوان وحماس.
تتهم التايمز رئيس مجلس أمناء إنتربال إبراهيم هيويت بالترويج لأفكار لا توافق أعراف بريطانيا، لكن زعيم حزب العمال جيريمي كوربين يعتبره "صديقًا جيدًا للغاية" وشارك في فعاليات جمع تبرعات وفي فيديو ترويجي للمؤسسة.
لم تتوصل ثلاثة تحقيقات أدارتها هيئة الجمعيات الخيرية لأدلة على تورط المؤسسة في تمويل الإرهاب، لكن بنك نت ويست سحب تسهيلاته البنكية في 2007، وتبعه لويدز في 2008.
هدفها المعلن دعم أسر المسلمين المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية.
وبين رعاة الجمعية ومؤيديها خطباء إسلاميون وصفتهم الحكومة والمحاكم البريطانية كدعاة تطرف ومروجي وجهات نظر مخالفة للقيم البريطانية.
أغلق بنك إتش إس بي سي حساب المنظمة في 2007 كون "قيمها الأخلاقية لا تتوافق مع قيم البنك"، وتبعه بنك لويدز في 2012.
تقول المؤسسة الخيرية إن عملها لا يعتبر مثيرًا للجدل "إلا لأولئك الذين ينظرون إليه من عدسة التعصب والتحيز".
تقول التايمز إن المؤسسة كانت تصف نفسها سابقًا بأنها منظمة شقيقة لـمنظمة "كيدج"، وهي جماعة دعوية سيئة السمعة، حسب تعبير الصحيفة.
كانت معروفة حتى 2017 باسم قطر الخيرية في بريطانيا.
وتلقت على مدار السنوات الأربع الماضية منحًا تتجاوز 37 مليون جنيه إسترليني من المنظمة الأم.
استثمرت ملايين الجنيهات في بناء المساجد والمراكز الإسلامية المنسجمة مع أفكار الإخوان في فرنسا وبريطانيا، بالشراكة مع إيمان ترست.
وبين قيادات إيمان ترست أشخاص على صلات وثيقة بالإخوان.
واستقال أحد أمنائها في 2017 بعد الكشف عن آرائه شديدة العداء للسامية.
واعتبرت نكتار تراست أن الاتهامات التي تواجه قطر الخيرية "بلا أساس"، ونفت تمويل مشروعات إسلاموية.
وتؤكد نكتار تراست لـ "التايمز" أنها تتخذ التدابير الضرورية لمراقبة مصير التمويل الصادر عنها.
جزء من أكبر مراكز الإسلاميين في أوروبا. قادته وأمناؤه حلفاء تلقيديون للمنتدى الإسلامي الراديكالي لأوروبا، ويتمتعون بنفوذ كبير داخل المجلس الإسلامي في بريطانيا.
استضاف دعاة بينهم السلفي هيثم الحداد، الذي أدانت مفوضة مكافحة الإرهاب في بريطانيا سارة خان رؤيته شديده العنصرية والمحرضة على كراهية النساء والمثليين جنسيًا، وبلال فيلبس، والذي اعتبرنه الولايات المتحدة متآمرا غير مدان في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، بجانب الداعية المتشدد المروج لأفكار القاعدة أنور العولقي.
وينفي الحداد التحريض على الكراهية، ويقول إنه يؤمن بشدة بالتماسك الاجتماعي السلمي والاحترام المتبادل، كما ينفى فيلبس، الذي مُنع من دخول بريطانيا في 2010 ، أي صلة له بالإرهاب.
ويملك المسجد حسابًا مفتوحًا في إتش إس بي سي.
تنظم حملات ضد الإسلاموفوبيا وتسعى لزيادة النشاط السياسي الإسلامي. تقول إن أي يفخر بإسلامه يصنف كتمطرف، وأن من يعرب عن رأيه يصنف إسلاميًا.
دافعت عن حق الأسرة المسلمة في التظاهر أمام المدارس الابتدائية التي تعلم التسامح في العلاقات الجنسية المثلية.
هذا العام، نظمت مؤتمرًا بعنوان "فقدان ديني" كفرصة
لإعادة تعريف "ما يعنيه أن تكون مسلمًا بريطانيًا"، استضافت فيه متحدثين إسلاميين وسلفيين أشادوا بحماس كمقاتلين من أجل الحرية، وأيدوا عقوبة الرجم بتهمة الزنا، والإعدام بسبب المثلية الجنسية.
تشمل أهدافها المعلنة “تشجيع الحوار والتفاهم بين المسلمين وغير المسلمين في بريطانيا"، و"جمع الأموال لتمويل تشغيل قناة الإسلام"، التي تدعي أن لديها مليون مشاهد يوميًا وأنها الأكثر مشاهدة بين مسلمي بريطانيا.
مؤسسة كويليام لمكافحة التطرف راقبت بث القناة على مدى ثلاثة أشهر، وأصدرت تقريرًا عنها في 2010، قالت فيه إنها تزرع الشكوك ضد غير المسلمين وتعزز التعصب والطائفية والتطرف ومعاداة السامية والمواقف المتخلفة تجاه المرأة.
وتحقق أفكوم في ما إذا كانت القناة قد انتهكت قواعد خطاب الكراهية والمعاملة المهينة للجماعات أو الأديان.
مؤسسة خيرية تدير مدرسة إسلامية في برمنجهام.
في 2017 حذر مكتب معايير التعليم (Ofsted) من أن تلاميذها كانوا عرضة لخطر التطرف ولم يكونوا مستعدين تمامًا للتعامل مع تنوع المجتمع البريطاني الحديث، لكن المدرسة قالت إن الانتقادات لا أساس لها من الصحة.
وفي فبراير، فتحت هيئة الجمعيات الخيرية تحقيقا حول إدارة وتنظيم المؤسسة.
يقول بنك الريان إنه لا يستطيع الحديث عن عملاء بعينهم، لكنه امتثل دائمًا لجميع قوانين ولوائح بريطانيا، ويقدم خدماته فقط للجهات المرخص لها بالعمل داخل البلاد.
يضيف البنك إنه يقدم خدماته للأفراد والكيانات والجمعيات الخيرية دون تمييز ديني منذ بدأ العمل في بريطانيا في 2004، وأنه لا يدعم أية منظمة أو حدث يروج لآراء أو أيديولوجيات متطرفة أو عنيفة.